أعلنت نقابة الأطباء في مصر مقتل المئات وإصابة الآلاف خلال اقتحام قوات الأمن اعتصامي مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة، في حين بدأ مؤيدو مرسي اعتصاما جديدا في ميدان مصطفى محمود، وخرجت مظاهرات في أنحاء مصر وسط إجراءات أمنية مشددة في أنحاء البلاد. وقال الأمين العام لنقابة الأطباء في مصر في تصريحات على تلفزيون الجزيرة إن عدد القتلى في رابعة العدوية بلغ المئات وإن أكثر من 5000 شخص أصيبوا، مشيرا إلى أن مئات المصابين في ميدان النهضة محاصرون من قبل قوات الأمن داخل مبنى كلية الهندسة القريب من الميدان، وطالب بتسهيل وصول سيارات الإسعاف إليهم.
وقال موقع قناة الجزيرة إن مراسلها تمكن من إحصاء 300 قتيل ونحو 800 جريح، بينما قال طبيب في المستشفى الميداني إن تقديرات الضحايا أكثر بكثير وان المستشفى ومسجد رابعة العدوية اكتظا بالجثث والمصابين.
ودعا المستشفى الميداني الأطباء من شتى الاختصاصات إلى التوجه إلى ميدان الاعتصام للمساهمة في إسعاف المصابين، كما طالب بالسماح لسيارات الإسعاف بالدخول لنقل المصابين.
وقد تمكنت قوات الأمن من فض الاعتصام في ميدان النهضة، وما زالت تحاول السيطرة على الأوضاع في ميدان رابعة الذي يضم عددا أكبر من المعتصمين. وكانت قوات الأمن قد بدأت صباح اليوم هجوما مباغتا على الميدانين، واستخدمت الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع بكثافة عدة ساعات.
كما أظهرت صور تلفزيونية وجود قناصين على البنايات المحيطة بميدان رابعة قاموا بإطلاق النار، وقال معتصمون إن معظم الإصابات كانت في مناطق قاتلة من الجسد.
وقامت قوات الأمن باعتقال عدد كبير من المعتصمين، وقال مسؤول بوزارة الداخلية لمحطة فضائية مصرية إنه جرى اعتقال عدد من قيادات الإخوان المسلمين.
اعتصام جديد وفي حين خرجت مظاهرات في القاهرة والمحافظات تأييدا لمرسي وتنديدا باستخدام القوة في فض الاعتصامين، حاولت حشود من مؤيدي مرسي الوصول إلى ميدان رابعة تأييدا للمعتصمين، لكنها قوبلت بإطلاق الرصاص حسب شهود، وفي هذا الصدد قال القيادي في حزب الحرية والعدالة سعد عمارة إن "مجزرة" حدثت في ميدان رمسيس ضد أنصار مرسي.
وفي هذه الأثناء بدأ مؤيدو مرسي اعتصاما جديدا في ميدان مصطفى محمود بالجيزة، وقاموا فعلا بنصب منصة رئيسية بحضور الداعيين محمد حسان ومحمد يعقوب -وهما من التيار السلفي- اللذين انضما إلى الاعتصام الجديد.
وقالت مصادر طبية إن قوات الشرطة هاجمت الاعتصام في ميدان مصطفى محمود وان نحو ثلاثين متظاهراً قتلوا وأصيب المئات، وان جثث القتلى والمصابين موجودين حالياً في مسجد مصطفى محمود الذي تحول إلى مستشفى ميدانيا.
النهضة وفي ميدان النهضة قالت وزارة الداخلية إنها تمكنت من فض الاعتصام بشكل كامل، وقال طبيب من المستشفى الميداني هناك للجزيرة إن قنابل الغاز المدمع سقطت على الميدان من كل الاتجاهات، مشيرا إلى إصابة 150 شخصا.
وقال مراسل لتلفزيون الجزيرة وليد العطار إن الدخان الأسود كثيف جدا داخل ساحة اعتصام ميدان النهضة، مؤكدا أن عشرات المصابين يجري نقلهم على الدراجات الهوائية إلى المستشفيات.
وقال أحمد البنا -وهو أحد المعتصمين المحاصرين- إن قوات الأمن تدمر كل شيء في ساحة النهضة. ومن جانبها زعمت وزارة الداخلية المصرية إن عناصر مسلحة داخل الاعتصامين بادرت بإطلاق النار بكثافة على رجال الأمن مما تسبب في مقتل ضابط ومجند وإصابة آخرين، كما تم ضبط أسلحة لدى آخرين. حسب قولها.
وكانت السلطات المصرية قد سربت أمس معلومات عن أنها قررت تأجيل اقتحام الاعتصامين شهرا على الأقل لفسح المجال أمام فضهما بشكل سلمي.