قتل ضابط في القوات الجوية وجرح 28 آخرون، صباح أمس، بانفجار عبوة ناسفة زُرعت بحافلة نقل تابعة للقوات الجوية في شارع الستين الشمالي بصنعاء. وقال المتحدث الإعلامي باسم القوات الجوية، الرائد مهدي العيدروس ل"المصدر أونلاين" ، إن محمد أحمد علي الشغدري، وهو رقيب ثاني في الشرطة الجوية، قتل في الانفجار، وأصيب 13 ضابطاً و15 صف ضابط بالانفجار، الذي وقع قرب المستشفى السعودي الألماني الكائن بشارع الستين الشمالي المؤدي لخط المطار وقيادة الجوية.
وأضاف العيدروس أن أربعة مصابين هم ضابط برتبة عقيد و3 صف ضباط بحالة حرجة، وقد أجريت لهم عمليات جراحية عاجلة، مساء أمس، كما بترت أقدام عدد من المصابين، في حين نجا قرابة خمسة عسكريين من الحادثة بشكل كامل.
وأعلنت السلطات عن تشكيل لجنة للتحقيق في الحادثة، وتعهدت بملاحقة الجُناة وأحالتهم للقضاء.
وأفاد مهدي العيدروس بأن لجنة التحقيق تشكّلت من مديريتي الاستخبارات والتدريب في الجوية، ومن قسم الأدلة الجنائية التابعة لوزارة الداخلية، لكنه بدا خائباً من تساهل وزارة الدفاع مع الأحداث التي تتعرّض لها القوات الجوية.
ودأبت السلطات الرسمية على إطلاق تصريحات كهذه عقب كل حادثة من سقوط الطائرات إلى استهداف المسؤولين العسكريين والأمنيين، ومختلف الأحداث الأمنية، غير أنه لا يتم الإعلان عن نتائج لجان التحقيق أو التوصل لأسباب الحوادث أو الواقفين وراءها غالباً.
وأوضح العيدروس أنه تمت معاينة الحافلة المتفجّرة، وأخذ الأدلة الجنائية، وما تسببت به العبوة من أكسدة، وتبين أنها زرعت عند منتصف الحافلة قرب عمود الدوران (الصبرة)، وهو ما تبيّن من وقوع الانفجار الذي كان ضغطه من الأسفل إلى الأعلى.
وإذ تحفظ العيدروس عن التصريح باسم الجهة التي استهدفت منتسبي الجوية، اعتبر الهجوم رسالة رد على خطاب الرئيس هادي الأخير في كلية الشرطة الخميس الماضي، وقال إن العملية من تدبير جهاتٍ لا تخرج عن حدود أمانة العاصمة التي يتواجد فيها جميع خصوم التغيير - حسب تعبيره.
إجراءات احترازية قاصرة وانتقد ضابط في القوات الجوية الإجراءات الأمنية المتّبعة داخل وخارج القاعدة وغيرها من القواعد، واعتبرها بدائية وبائسة ولا تفي بصد بعض محاولات الاختراق أو الاستهداف.
استدل الضابط بتفجير عددٍ من القاطرات المخصصة لنقل الوقود في قاعدة العند الجوية، في 6 مايو الماضي، والتي قال إنها كادت تفضي لكارثة واحتراق عددٍ من الطائرات.
بين الضابط أن هناك كتيبة خاصة بالنقل في إطار قيادة القوات الجوية، تعرف ب"الحملة"، وهي المسؤولة عن باصات نقل الضباط والجنود، واعتبر أن عملها يشوبه الكثير من المخاطر، خصوصاً أن "الحملة"، تتولّى نقل مئات الجنود بصفة تفتقر لقدر من الاحتياطات ودون أن تكون هناك إجراءات كافية تحول دون صعود أحد المنتحلين لهوية منتسبي الجوية وتنفيذ عمل إرهابي في وسائل النقل، بل ربّما يتمكن من الوصول إلى وسط معسكرات الجوية.
وإذ اعتبر الضابط ذلك خطأ كبيراً تساءل عن مسؤولية حماية الباصات وتأمين خطوط سيرها، وما الإجراءات التي اتخذت لضمان عدم زرع عبوات ناسفة في وسائل النقل، خصوصاً أنها تظل في الشوارع أمام منازل السائقين الذين يمكن معرفة أماكنهم بسهولة؟
ورداً على ذلك التساؤل، أكد ل"المصدر أونلاين"، العيدروس، أن سائق الحافلة يقطن في حي السنينة غرب صنعاء، وأنه يوقف الباص أمام منزله ليلاً، ويعمل على نقل ضباط وصف ضباط محددين على مسار يبدأ بجولة عصر وصولاً إلى قاعدة الديلمي جوار مطار صنعاء الدولي.
وأضاف أن هناك حافلات أخرى تتخذ مسارات متعددة وتأخذ المشمولين بالنقل في طريقها.
وأكد أنه لا توجد أي احتمالات لتسلل أي عنصر إلى تلك الحافلات، فجميعهم معروفون فيما بينهم، وفي حال دخول أفراد جدد يتم التحقق منهم أولاً بأول.
مسؤول: إمكانياتنا محدودة.. الحكومة والدفاع لا تكترث بالجوية وعن طبيعة الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها القوات الجوية لحماية منتسبيها، أوضح المتحدث باسم القوات الجوية مهدي العيدروس أن هناك تعليمات صدرت للجميع بالتنقل من وإلى القواعد الجوية بالزي المدني، ونصح المتنقلين بتغيير المسارات، وإجراءات أخرى لم يحبّذ الإفصاح عنها، لكنه أشار إلى أن هناك تساهلاً من قبل البعض مع هكذا تعليمات، خصوصاً أنهم يرون أنفسهم بمنأى عن الاستهداف.
وعزا جانباً من ضعف تلك الإجراءات إلى ضعف الإمكانيات ومحدودية الدعم، وعدم اكتراث قيادة وزارة الدفاع بأوضاع القوات الجوية.
وشكا العيدروس من ضعف اهتمام الحكومة ووزارة الدفاع بشكل خاص بالقوات الجوية، وتزويدها بالإمكانيات اللازمة لتطوير أدائها وحماية منتسبيها.
وقتل بحادثة الطائرة الهيلوكبتر التي أُسقطت أواخر شهر رمضان الماضي، وقال إنه رغم أن الفاعل معروف بالاسم، لكن لم تتخذ السلطات المعنية أي إجراءات بحقه، رغم فداحة الخسارة.
واسقط مسلحون في السادس من أغسطس الجاري طائرة هيلوكبتر، عسكرية بمحافظة مارب، بينما كانت تقوم بعملية استطلاع تزامناً مع قيام الفرق الفنية المكلفة بإصلاح أنبوب بتنفيذ مهمتها، ووفقاً للرواية الرسمية فقد تم استهداف الطائرة بالنيران، من قبل من وصفتهم بعناصر التخريب والإرهاب، ما أدى إلى سقوطها في منطقة آل عوشان ومقتل قائد اللواء 107 مشاة، العميد حسين مشعبة، وطاقم الطائرة وستة من المرافقين.
وتعهدت السلطات حينها بملاحقة العناصر التي تورّطت باستهداف الطائرة، والقبض عليها وتقديمها للقضاء، لكن شيئاً من ذلك لم يتحقق، وفقاً لما أكده العيدروس رغم معرفة السلطات هوية المستهدفين بالاسم.
مسلسل الاستهداف مستمر.. ليست هذه المرة الأولى التي يستهدف فيها منتسبو القوات الجوية، والكوادر العسكرية الأخرى، وهو ما يبعث على تساؤلات حول الإجراءات التي اتخذتها وزارة الدفاع وقيادة القوات الجوية لحماية منتسبيها.
ونصب مسلحون، يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة، كمينا لثلاثة طيارين مدربين، جميعهم برتبة عقيد عند أحد المطبات، في الخط الدائري بالحوطة عاصمة محافظة لحج، بينما كانوا متوجهين بسيارة أحدهم إلى مقر عملهم في اللواء 39 (تدريبي) في قاعدة العند، وأردوهم قتلى.
كان الضحايا الثلاثة يتولون تدريب الطيارين حديثي التخرّج، على نوعين من الطائرة (زلين 242) وهي طائرة تدريبية بمقعدين – يتدرب عليها الطيار 60 ساعة، وطائرة L39 وسرعتها اقلّ من سرعة الصوت، ويتدرب عليها الطيار المستجد 100 ساعة.
وفقاً لضابط في قاعدة العند الجوية امتنع جميع المدربين والمهندسين القدامى المقيمين مع أسرهم في عدن عن الدوام، حرصاً على حياتهم، بعد أن اعتذرت قيادة القوات الجوية، وقاعدة العند عن توفير سكن مؤثث لهم في إطار القاعدة.
يشير الضابط إلى أن ذلك الإجراء أدى لتأخّر انتهاء البرنامج التدريبي للطيارين المستجدين، ودخل عامه الخامس دون استكماله، مع أنه في وضع طبيعي يمكن الانتهاء منه في غضون ثلاث سنوات، وقد تزيد لبضعة أشهر إضافية في أسوأ التقديرات.
واستعانت قيادة القوات الجوية بمدربين يمنيين استقدمتهم من ألوية طيران، للاستعاضة عن المدربين السوريين الذين توقف ابتعاثهم إلى اليمن إثر مقتل 8 مدربين سوريين بتحطم طائرة نقل روسية الصنع نوع انتينوف قرب قاعدة العند أواخر أكتوبر 2011، إضافة إلى الطيار عبد الرحمن الشامي، والأوضاع الداخلية التي تعيشها سوريا.
مُنح المدربون اليمنيون علاوة تقدر بمائة ألف ريال، لكن عدداً منهم لم يتم تسكينهم، وتوفير ظروف إقامة شبيهة بتلك التي كان يحظى بها نظراؤهم السوريون، ما أدى لتوقف كثير من المقيمين خارج إطار قاعدة العند عن مزاولة مهامهم والتنقل المستمر إليها.
غير أن المتحدث باسم قيادة القوات الجوية نفى صحة تلك المعلومات، وأكد أن معظم المدربين الذين ينتمون للمحافظات الجنوبية مستمرون في أداء واجبهم الوطني كغيرهم.
وأشار إلى أن هناك إشكالية متعلقة بتوفير سكن مناسب للمدربين والمختصين الذين يرغبون في الإقامة في إطار القواعد مع أسرهم لعدم توفّر الإمكانيات اللازمة لتسكينهم واستيعابهم في شقق مستقلة مع أسرهم، أما بالنسبة للمدربين الآخرين الذين يقيمون بشكل فردي فهم مقيمون في إطار السكن الداخلي لقاعدة العند.
أسماء ضحايا التفجير ونشر المكتب الإعلامي للقوات الجوية على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) أسماء ضحايا الحادث، وهم على النحو التالي: القتيل: رقيب ثاني محمد أحمد علي الشغدري
أسماء الجرحى: الضباط: 1. عقيد علي أحمد إسماعيل الفوار 2. عقيد عبد الله محمد الحمزي 3. عقيد محمد حسين الوبري 4. عقيد أحمد طربوش غانم 5. عقيد محمد محمد عبده النزيلي 6. مقدم عبد الملك لطف أحمد قاضي 7. رائد معين صلاح العدوي 8. نقيب موفق نعمان الجماعي 9. نقيب خليل إسماعيل عبد الله العامري 10. م1 محمد أمين شوتر 11. م1 عبد السلام مقبل العشملي 12. م1 إبراهيم الرعدي 13. م1 محمد علي حسين مصلح تفاح
الأفراد: 1. مساعد عبده أحمد محمد الصرفي 2. مساعد عبد الرشيد مقبل سالم 3. عبده علي العصري 4. محمد محمد طيره 5. عبد الخالق محمد صالح الحوثي 6. نشوان سعيد منصور الصبري 7. ياسر علي قائد الجلال 8. محمد أحمد مثنى قاسم 9. فضل محسن الظفري 10. عبد العزيز الحاتمي 11. صادق محمد عبد الله صبر 12. محمد صلاح شيبان 13. محمد حسن النوفي 14. زياد أحمد العريقي 15. زيد ناصر الدغشي