عادت الطائرات الامريكية من دون طيار مجدداً للتحليق على مناطق قبيلة «قيفة» بعد ان توقف فترة منذ الوساطة القبلية والتي تكللت بإعلان محافظ البيضاء الظاهري الشدادي منطقة «المناسح» منطقة خالية من المسلحين المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة. حلق الطيران يوم أمس الجمعة في ساعته الاولى ليطلق خمسة صواريخ على من تصفه الأجهزة الأمنية بالقائد العسكري والميداني «للأنصار»، كما يقول عنهم أهالي قيفة، الشيخ قائد الذهب، وإلى جانبه عدد من مرافقيه في منطقة العرابجة بالقرب من «المناسح».
وقتل إلى جانب الذهب خمسة أشخاص، بينهم فلسطيني وأردني. وقالت الأجهزة الأمنية إن هوية الاثنين الأخيرين تؤكد ان آل الذهب أخلوا بالاتفاق مع الحكومة بالالتزام بعدم إدخال الأجانب إلى المنطقة.
وتتهم السلطات الحكومية أبناء الذهب، وهم زعماء قبيلة قيفة في رداع، بدعم أنشطة مسلحي تنظيم القاعدة في المحافظة، بل وقيادتها.
قتل إلى جانب قائد الذهب خمسة بينهم فلسطيني وأردني وكانت مصادر في الوساطة أكدت ان قائد الذهب مع أحد اشقائه رفض المشاركة في مهرجان اتفاق «المناسح» الشهير لكن اخوانه «عبداللاه وعبدالرؤوف وسلطان» شاركوا في الاتفاق الذي استمر لمدة نصف ساعة بعد وساطة لأكثر من شهرين.
وتأتي الضربة الجوية المفاجئة لتحطم الاعتقاد لدى الكثير من أبناء قيفة المتعاطفين مع مشائخهم، وكذا مشائخ الوساطة ان الحكومة جعلتهم كبش فداء بشأن الايفاء بالاتفاق الذي خرق صباح أمس، ووضعهم في موقف صعب وتوجه لهم التهم انهم شركاء في مسرحية المناسح.
ويقوي موقف مسلحي القاعدة في رداع تحالفهم القوي مع رجال القبائل، خاصة مع استقطابهم لزعماء قبائل وتنصيبهم قادة لهم.
وقالت مصادر خاصة من «المناسح» في اتصال هاتفي مع «المصدر أونلاين» ان «أنصار الشريعة» هددوا بالرد على اغتيال قائدهم العسكري وانهم سيعملون على استهداف كل ما هو تابع للدولة من جيش او شرطة او رجال استخبارات.
ودفن قائد الذهب ورفاقه صباح أمس الجمعة بالمناسح، وتقول مصادر ان المنطقة ممتلئة بجموع المعزين من كل أقطار رداع وبعض المحافظات وقد أبدوا تعاطفاً كبيراً مع أولاد الذهب خاصة بعد الصلح.
مصادر: مسلحو القاعدة هددوا بالرد على اغتيال قائد الذهب باستهداف مقار الجيش والشرطة والاستخبارات وأضافت المصادر انه تم خلال مراسم الدفن تنصيب عبدالرؤوف الذهب للقيادة القبلية خلفا لشقيقه قائد.
واضافت مصادر خاصة حضرت الدفن ل«المصدر أونلاين» ان «مشائخ قيفة السفلى يستنكرون هذه الحادثة ويدعون كافة قبل قيفة الى تحديد موقف».
ويأتي التصعيد للضربات الجوية ضد تنظيم القاعدة بعد ان أكد الرئيس عبدربه منصور هادي ان الطيران سيواصل استهدافه ل«الإرهابيين»، ليؤكد ما قاله في مجلس النواب عند اداءه لليمين الدستورية.
وكانت قد اندلعت معارك بين مسلحي القاعدة الذي يقودهم آل الذهب، وقوات الجيش في مناطق برداع في يناير وفبراير الماضيين 2013.
وتدخل مع بداية المعارك ثلاث وساطات فشلت اثنتان ونجحت الأخيرة بقيادة جرعون والقردعي وآخرين تم فيها عقد اتفاق صلح، لكن نفوذ المسلحين ما يزال حاضراً في تلك المناطق حتى أثناء إعلان خلو المنطقة من المسلحين.
وقالت مصادر محلية ل«المصدر أونلاين» إن حفل زفاف أقيم ل«قائد» وأشقاءه الثلاثة «عبدالإله وعبدالرؤوف وسلطان» يوم الخميس، أي قبل يوم من الغارة التي أودت بحياة الأول.
وتتهم مصادر أمنية قائد الذهب بأنه الرجل الأول في تنظيم القاعدة بمحافظة البيضاء بعد مقتل أخيه طارق الذهب قبل نحو عام.
وكان طارق الذهب ومسلحين من القاعدة سيطروا في يناير 2012 على أجزاء من مدينة رداع التاريخية في البيضاء قبل أن ينسحبوا بعد وساطة قبلية. وقتل الرجل في فبراير من العام ذاته على يد شقيقه حزام والذي لقي مصرعه هو الآخر.
وكانت غارة استهدفت عبدالرؤوف الذهب، وهو الأخ الأصغر من آل الذهب، لكنها أخطأت الهدف وأصابت سيارة تقل مدنيين ما أدى إلى مقتل مالا يقل عن 11 شخصاً بينهم نساء.