أفاد مصدر محلي أن تحكيماً قبلياً بعشرين بندقية آلية نجح في إقناع طرفا الصراع في مديرية الرضمة بمحافظة إب وسط اليمن، بوقف المعارك لعام كامل. واندلعت مواجهات عنيفة في المديرية بين سكان قريتين متجاورتين (قريتي الكتبة آل الدعام وقرية المنجر آل السراجي) يقود إحداها قيادي في حزب المؤتمر الشعبي، والآخرى محسوبة لدى جماعة الحوثيين أواخر يوليو الماضي.
وبدأت المعارك بعد مواجهات بين رجال قبائل يقودهم الشيخ عبدالواحد هزام الشلالي ومسلحين حوثيين، نصبوا تفتيش في المديرية في 30 يوليو الماضي من أجل تأمين إقامة مهرجان بمناسبة استشهاد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقتل إثرها مسلحان.
واستمرت المعارك وسقط عشرات القتلى والجرحى بين الطرفين، ولم يكتب النجاح لهدنات قبلية وحكومية هشة في وقف المعارك، وأرسلت وزارة الدفاع حملتين عسكريتين لتهدئة جبهة القتال المشتعلة في المديرية.
وقال المصدر ل«المصدر أونلاين» إن تحكيماً قبلياً قدمه يوم الجمعة شيخ مشائخ خبان أحمد المقبلي بعشرين بندقية أقنع طرفا المواجهات التوقيع الخطي على وقف المعارك لمدة عام كامل.
وتلزم وثيقة التحكيم، تسليم طرفا القتال بتسليم المواقع والثكنات التي يسيطر عليها الطرفان لقوات الجيش والأمن يوم غد الأحد، لكنها لا تشمل مناطق خارج المديرية.
وشهد الأسبوع الماضي، مواجهات بقذائف الهاون والآر بي جي والرشاشات في جبل «عصم» المتاخم لمديرية الرضمة.
وجرت عمليات تبادل للرهائن الثلاثاء الماضي بين مسلحي القريتين، مضيفاً أن تبادل الرهائن جرى على نحو تسليم آل الدعام شخصين وآل السراجي شخصين أيضاً.
وكثفت قيادات في الجيش والسلطة المحلية في إب وزعماء قبليين إجراء لقاءات بين القريتين لتهدئة القتال خلال الأيام الماضية، وبعد تلويح باستخدام القوة لوقف المعارك.
والجمعة، عقد اجتماع موسع لرئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن أحمد علي الأشول ومحافظ إب احمد عبدالله الحجري وقائد المنطقة العسكرية السابعة اللواء الركن علي محسن مثنى وعدد من القيادات العسكرية ومشايخ واعيان مديرية الرضمة وقيادات السلطة المحلية والأمنية بالمديرية.
وبحث الاجتماع عملية تسليم المواقع التي يتواجد فيها المسلحين واستلامها من اللجان الأمنية بالإضافة إلى تسليم المطلوبين أمنيا واستمرار مساعي الصلح.
وشدد رئيس هيئة الاركان العامة على ضرورة بسط سلطة الدولة ومنع الفتنة أو الاضرار بالمصلحة العامة، مضيفاً إلى أن أطراف النزاع «بمقدورها أن تساعد على الحل وتغلق الباب أمام مروجي الفتن».
وقال مصدر حضر الاجتماع إن رسائل أخيرة بعثها المجتمعون لطرفا الصراع، بشأن تسليم الثكنات والمواقع التي يتحصن فيها المسلحون، ما لم سيتم استخدام القوة.