علم «المصدر أونلاين» أن اجتماع لجنة ال16 الخاصة بحلول القضية الجنوبية لم يلتئم يوم أمس الثلاثاء للتصويت النهائي على وثيقة المخرجات الخاصة باللجنة بعد أن تأجل التصويت عليها الاثنين الماضي بسبب انسحاب ممثلي حزب المؤتمر الشعبي العام الرافض لبعض نقاط الوثيقة. وقال مصدر في الحوار إن الرئيس السابق علي عبدالله صالح مازال مصرا على عدم عودة ممثلي حزبه للتصويت على الوثيقة بهدف عرقلة مخرجات الحوار في ايامه الأخيرة. وأضاف «هذا يؤكد لليمنيين والعالم مدى صحة ما كان يقال من أن الحوار والعملية السياسية لن تنجح في اليمن طالما ظل الرئيس السابق متاحا له ممارسة العمل السياسي والتحكم بممثلي حزب المؤتمر الشعبي المشاركين في الحوار الوطني».
يأتي ذلك فيما علم «المصدر أونلاين» أن الأمانة للحزب الاشتراكي من المقرر أن تصدر اليوم الأربعاء بيانا تحدد فيه موقف الحزب من وثيقة المخرجات الخاصة بفريق ال16. وفي تعليق مبدئي على الوثيقة قال مصدر في الامانة العامة للحزب الاشتراكي ل«المصدر أونلاين» إن ما ورد في الوثيقة «لابأس به، وهو كلام إنشائي جميل، لكنها لا تقدم حلولا نهائية وجذرية للقضية الجنوبية».
وأضاف مستدركا «الملاحظ أن الوثيقة عملت على ترحيل القضية الى ما بعد مؤتمر الحوار. وهذا يولد خيبة امل لدى من راهنوا على ان المؤتمر سيضع حلا للقضية الجنوبية، كما انه سيكون من الصعب بحث القضية بعد انتهاء مؤتمر الحوار».
وكان «المصدر أونلاين» نشر أمس الثلاثاء نص وثيقة المخرجات المنبثقة عن فريق ال(8+8) الخاص بحلول القضية الجنوبية، والتي أنسحب من التصويت عليها ممثلو حزب المؤتمر الشعبي، طبقا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر في الحوار.
من جهته، طالب المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر اليمنيين بسرعة التوافق على القضايا العالقة في الحوار الوطني، الذي يفترض أن يفضي إلى اعتماد صيغة اتحادية جديدة لدولتهم.
وبحسب وكالات أنباء عالمية، فقد أبلغ المسؤول الأممي الصحفيين أمس الثلاثاء بوجود قضايا عالقة بحاجة إلى بذل جهود مكثفة والتوافق حولها بين المشاركين في الحوار الوطني، الذي يحضر لانتخابات عامة في فبراير/شباط المقبل ودستور جديد للبلاد.
وفيما تمنى بن عمر أن يتم الإعلان عن تاريخ محدد لإنهاء مؤتمر الحوار الذي كان من المفترض انتهاء جلساته الأربعاء المقبل (اليوم)، كشف لوكالة الأنباء الفرنسية عن اكتمال مناقشة عدد كبير من القضايا، «مثل معالجة مظالم الماضي والمبادئ التي ستقوم عليها الدولة الاتحادية الجديدة»، مشيرا إلى أن اتجاه الحوار العام «يناقش آلية الاتفاق على موضوع الأقاليم وعددها وتوزيعها، بجانب ترتيبات المرحلة التأسيسية».
وطبقا لما نشره موقع الجزيرة نت أمس نقلا عن وكالات أنباء، نفى المبعوث الأممي انسحاب ممثلي حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح المتهم من قبل خصومه بالسعي إلى إفشال الحوار.
وأكد دخول جميع الممثلين في نقاشات مع جميع الأطراف «مع الاتفاق على أن يعودوا إلى أحزابهم لمناقشة مسودة الاتفاق التي بين أيديهم قبل استئناف أعمال اللجنة للاتفاق على الصيغة النهائية».
وبحسب بن عمر فإنه يتعين على اليمنيين الانتباه إلى «أن هذا الطريق خاص بهم، وأن المجتمع الدولي مهتم بقضايا أخرى وفي دول أخرى»، داعيا اليمنيين إلى استغلال الفرصة الحالية «لأن المجتمع الدولي واقف معهم ويدعمهم».
وقال إن الجميع الآن في المرحلة الحاسمة لمؤتمر الحوار، «وبالتالي لا بد من اتخاذ قرارات ومخرجات مهمة تعمل على تقدم العملية السياسية».