اعتصم اليوم عشرات من طلاب كلية التربية والعلوم بمحافظة مأرب أمام رئاسة جامعة صنعاء، مطالبين بإعادة فتح الكلية واعتماد ميزانية مخصصة لها، واعتماد كادر تدريسي متكامل. وتعاني الكلية من إهمال من قبل وزارة التعليم العالي وعمادة جامعة صنعاء والسلطة المحلية بالمحافظة منذ إنشاءها في العام 2006م.
وكان طلاب الكلية قد بدأوا احتجاجاتهم مطلع الأسبوع الماضي، حيث اعتصموا أمام رئاسة الجامعة، التي بدورها التقت الطلاب ووعدتهم بالبحث عن حلول لكل المشاكل التي تعيق سير العملية التعليمية في الكلية، غير أن الطلاب لم يقتنعوا بوعود رئيس الجامعة، وقالوا أنهم سئموا من كثرة الوعود، ولن تتوقف اعتصاماتهم الحقوقية إلا بعد أن تُلبى كافة مطالبهم.
وضع مأساوي وتصف الطالبة في قسم الحاسوب بكلية مأرب «قيدة بحيبح» وضع الكلية بالوضع المزري والمأساوي، وقالت ان الكلية تعيش «حالة من التهميش والتجهيل المتعمد لأبناء مأرب»، مضيفةً ان الطلاب أتوا إلى هذا المكان «ليطالبوا بحقوقهم التي حرموا منها على مدى سنين»، وتستغرب في الوقت ذاته أن حقوقهم تحولت إلى مطالب!
وقالت إن أبرز المطالب للكلية «كادر أكاديمي مؤهل، وكادر إداري، واعتماد ميزانية للكلية حيث أن الكلية ومنذ تأسيسها ليس لها ميزانية معتمدة، وكذا إعادة فتح الأقسام المغلقة".
غياب دور السلطة المحلية وأبدت الطالبة «قيدة بحيبح» استياءها من دور السلطة المحلية تجاه وضع الكلية، وقالت إنها «لم تتعاون مع الكلية ولم يكن لها أي دور أو اهتمام بالكلية». مضيفة أن بإمكان السلطة المحلية حل مشكلة الميزانية من عائدات المحافظة إذا كانت وزارة المالية عاجزة عن القيام بدورها.
ويناشد الطالب «عبدالله الهندروس»، من قسم الحاسوب، السلطة المحلية بمضاعفة جهودها وقال إنه «لا يعذر السلطة المحلية من المطالبة بحقوق الكلية بجدية، ومراجعة حكومة الوفاق ورئاسة الجامعة لتحقيق مطالب الطلاب على وجه السرعة».
مطالب مستعجلة ويضيف الطالب «الهندروس» ان هناك مطالب مستعجلة ويجب البت فيها، وعلى رأسها توفير الكادر الأكاديمي المؤهل، وإعلان نتائج الطلاب المحجوزة، وسرعة استخراج شهادات الخريجين، واعتماد المعيدين 2009-2010 مالياً، إضافةً إلى توفير قاعات دراسية، وتوفير المعامل وصيانتها، وعدم إهمال المعامل حيث تم إهمالها سابقاً حتى أهدرت».
مشاكل مالية من جانبه، أكد الطالب «مراد القبلي» المتحدث باسم الطلاب على ضرورة فصل كلية مأرب إدارياً ومالياً عن جامعة صنعاء، واعتماد ميزانية سنوية للكلية.
وقال إن السلطة المحلية سددت مديونية الفصول السابقة، ولم يتم بعد اعتماد ميزانية للفصل الماضي والفصل القادم.
ويتساءل في الوقت ذاته: «كيف تمنح الحكومة والسطلة المحلية الملايين للمخربين ثم يتحججوا بضعف الميزانية عندما يأتي الحديث على دعم الكلية؟».
وتعاني كلية مأرب من حالة مزرية مالياً وإدارياً، وينقصها الكادر التعليمي والأجهزة والمعدات التي تمكن الطلاب من التحصيل العلمي، بالرغم من أن المحافظة من أغنى المحافظات بالنفط والغاز، وترفد ميزانية الدولة بالمليارات سنوياً، بينما يقول سكانها إن أبناءهم يُحرمون من أبسط مقومات التعليم الجامعي.