علم «المصدر أونلاين» أن نقاشات اللجنة المصغّرة المنبثقة عن فريق عمل القضية الجنوبية (لجنة 8 + 8)، تراجعت إلى نقطة البداية تقريباً فيما يتعلق بعدد الأقاليم تحديداً، مع ختام زيارة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر. ومساء أمس الأربعاء، ودّع أعضاء اللجنة جمال بنعمر الذي غادر صنعاء، مساءً، لعرض تقريره الدوري عن تقدّم العملية السياسية في اليمن غداً الجمعة.
وذكر بنعمر، أمس، لأعضاء اللجنة أنه سيقدم تقريراً مختصراً يشير فيه إلى أن مؤتمر الحوار أنجز قُرابة 90% من مهامه، وأن أعضاء المؤتمر مستمرون في أعمالهم للخروج بحلول للقضايا العالقة، وسيطلب تأجيل عقد جلسة مجلس الأمن الخاصة بنقاش الوضع في اليمن إلى ما بعد انتهاء مؤتمر الحوار الوطني.
ومن المقرر أن تستمر اجتماعات اللجنة خلال فترة انقطاع بنعمر، ابتداءً من الأحد حتى موعد عودته التي يرجّح أن تكون قريبة.
ورغم ما بدا خلال الأيام الثلاثة الماضية من تقارب جزئي وتقدّم في النقاش حول عدد أقاليم الدولة الاتحادية، بعد انحصار الخيارات في خياري إقليمين أو خمسة أقاليم، ورجحان كفة التوافق لصالح الخيار الثاني.
ونُوقشت مقترحات أخرى، أمس، متعلقة بإمكانية البدء بفيدرالية من خمسة أقاليم، على أن يكون متاحاً لأي اقاليم الاتحاد متى اتفقت على ذلك، بعد عشر سنوات شريطة إجراء استفتاء فيها حول الاتحاد.
غير أن النقاشات عادت إلى مربّع الصفر تقريباً، أمس، قبيل مغادرة زيارة المبعوث الأممي.
وتقدم عضو اللجنة علي حسين عشال، أمس، بمقترح متعارض مع خيارات الفيدرالية المطروحة، ويرى أنها غير واقعية، مشيراً إلى أن أياً من الطرفين لا يحمل أي ضمانات لخياره المطروح.
وأكد عشال خلال اجتماع اللجنة، أمس، أن تلك الخيارات تقود البلاد إلى المجهول والفوضى، مشدداً على ضرورة الدّخول في إصلاحات حقيقية وإعطاء صلاحيات للولايات بمفهوم فيدرالي، على أن يتم بعد فترة مناسبة لا تقل عن عشر سنوات تجربة فكرة الولايات الفيدرالية، وإنصاف الجنوبيين في المظالم وإدارة أنفسهم بأنفسهم، وتمثيلهم بشكل متساوٍ في البرلمان والمناصب، ويبحث الناس خلال ذلك عن الفيدرالية الأنسب لليمن ويأخذ رأيهم في ذلك.
ويقترح عشال إسناد السلطات المركزية إلى الولايات المحلية، على أن يتم الانتقال تدريجياً إلى الأقاليم، بعد دورتين انتخابيتين، على أن يُترك تحديد خيارات الأقاليم وشكلها للمحافظات، وفقاً لإرادتها وخياراتها، عوضاً عن حالة الاستقطابات والخلافات القائمة.
ترى رؤية عشال أن يكون تركيز السلطات بشكل رئيسي في المحافظات، مقابل سلطات محدودة للأقاليم، بما يحدث انتقالاً تدريجياً نحو الخيار الفيدرالي مؤسساً من الأسفل إلى الأعلى، وتقوم فيه كل محافظة بإدارة شؤونها على أن يتشكل الإقليم بعد ذلك، وليس العكس.
وينطلق عشال في رؤيته هذه من أن مؤيدي خيار الفيدرالية من إقليمين ليس لديهم أي ضمانات لعدم ذهاب البلاد إلى حالة من التشرذم والانفصال، وفكرة الأقاليم المتعددة ستخلّف حالة من البلبلة في أوساط الناس وستطالب كل محافظة بالانضمام إلى هذا الإقليم أو ذاك.
وحظي مقترح عشال بتجاوب مبدئي من قبل ممثلي بعض الأطراف في اللجنة.
إلى ذلك، قال موقع مؤتمر الحوار الوطني إن مساعد الامين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر أعلن استنفاد نقاش الرؤى والمقترحات التي قدمت إلى اجتماعات الفريق للأخذ بما يمكن التوافق عليه كحل للقضية الجنوبية، وأولها خيار الدولة الاتحادية بإقليمين مع إمكانية التدرج مستقبلا نحو خمسة أقاليم وثانيها خيار الخمسة أقاليم مع إمكانية تقليصها مستقبلا إلى إقليمين، أما الخيار الثالث فيتعلق بتفويض واسع للصلاحيات من المركز إلى المحافظات خلال فترة تأسيسية مع منحها خيار الاندماج في أقاليم اتحادية في ختام تلك المرحلة.
وأوضح المبعوث الأممي إن حلا رابعا قد يكون في الإبقاء على الخيارات الثلاثة الأولى قائمة وتحديد آلية شفافة وتوافقية للحسم بينها في الفترة التي تلي مباشرة اختتام أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل.