احتشد اليوم الجمعة الآلاف في شارع الستين بصنعاء لأداء صلاة الجمعة التي وضعت لها اللجنة التنظيمية للثورة شعار «في سبتمبر الثورة سنحاكم القتلة» في إشارة إلى أعمال القمع التي طالت المتظاهرين خلال الانتفاضة عام 2011. وطالب المشاركون في الفعالية بإسقاط الحصانة عن الرئيس السابق علي عبدالله صالح ومعاونيه ومحاكمة القتلة المتهمين بقتل الشباب خلال أيام الانتفاضة الشبابية الشعبية.
وقال خطيب الجمعة فؤاد الحميري ان «ثورتي سبتمبر وأكتوبر قضتا على المستبد والمستعمر، وثورة فبراير تقضي على مخلفاتهما، وثورتا سبتمبر وأكتوبر قاومتا خبث الأشخاص، وثورة فبراير قاومت خبث الأفكار».
وخاطب الحميري من تراودهم أحلامهم بعودة الاستعمار أو حكم الإمامة قائلاً: «واهم من يظن أن ثورة فبراير ثورة مضادة لسبتمبر وأكتوبر، صانعاً منها جسراً يعيد من خلاله الإمامة بكهنوتيتها البغيضة، وعنصريتها المريضة، أو مسترجعاً الاستعمار بانتهازيته البشعة وطفيليته المروعة».
واتهم الخطيب النظام السابق بأنه كان «طيلة ثلاثة عقود كاملة محللاً للإمامة والاستعمار».
وناشد الحميرى في خطبته الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني ومؤتمر الحوار الوطني الشامل «ان يثبتوا جميعاً اهليتهم واستحقاقهم لريادة هذا البلد الطيب عبر آثار وقرارات وسياسات وأفعال تمنع النكد العفاشي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وأمنياً، وتقطع الطريق على أي محاولة لإعادة إنتاج ذلك النكد في قوالب عديدة وأشكال جديدة».
وخاطب هادي قائلاً: «إن عشرات الأسر تبحث عن الإنصاف لأبناءها المخفيين والمعتقلين، وإن آلاف الأسر تنتظر القصاص لأبناءها الشهداء والجرحى والمعاقين، وإن ملايين الأسر تترقب الإنصاف لحقوق أبناءها المهدرة، وحرياتهم المصادرة، وآدميتهم المدمرة، ما بين متوطن في الغربة ومغترب في الوطن».
ودعا الحميري زملاءه في مؤتمر الحوار الوطني إلى إقرار النص الذي خرج به فريق الحكم الرشيد، والذي ينص على العزل السياسي للمشمولين بالحصانة، وإسقاط الحصانة على من ارتكب جرائم بعد منحه إياها.
واتهم الحميري الرئيس السابق بزعزعة أمن البلاد، حيث قال مخاطباً صالح: «لقد صدقت بأن هناك غرفة عمليات، ولكنها ليست لزعزعة الوطن العربي، بل لزعزعة الوطن اليمني، وليست في تل أبيب، بل في تل الزعيم، ولا تدار من البيت الأبيض، بل من بيتك الأسود».
وتوعد في ختام خطبته صالح بالمحاكمة قائلاً: «إذا بقيت في اليمن فأنت رهين العدالة اليمنية، وإن خرجت فأنت رهن العدالة الدولية، وإن نزلت باطن الأرض أو صعدت عنان السماء فأنت رهن العدالة الإلهية، فأين تذهبون؟»، مضيفاً: «أيها المخلوع: إن لكل حاكم عداداً يحتسب سنين الحكم، وإن لك عداداً يحتسب سنين الظلم، فإذا توقف عداد الحاكم بانتهاء حكمه، يبقى عداد الظالم ببقاء ظلمه، وقد اقتلعنا في 2011 عداد حكمك، وسنقتلع في 2013 عداد ظلمك».