تصاعدت حدة الصراع المسلح الذي اندلع في بلدة دماج التي تسكنها جماعات سلفية وجماعة الحوثيين المسلحة منذ ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء بمحافظة صعدة شمالي اليمن. واتهم موقع تابع للسلفيين على شبكة الانترنت جماعة الحوثيين بقصف مسجد على رؤوس المصليين أثناء أدائهم صلاة الظهر، أدى إلى مقتل عشرات القتلى والجرحى، حسب السلفيين.
وطبقاً لمعلومات مؤكدة فإن ثلاثة من السلفيين قتلوا، بينما تحدثت مصادر سلفية عن سقوط قتلى آخرين بعد قصف مكتبة دار الحديث التابعة للسلفيين.
وقال موقع العلوم السلفية على شبكة الانترنت إن الحوثيين بقصف مسجد أثناء صلاة الظهر وضرب مسجد المزرعة بدبابة مما أدى إلى قتلى وجرحى بالعشرات من طلاب العلم».
وقالت مصادر إنها شاهدت عدد من الجثث في سيارة شاص لقتلى الحوثيين وهي تتوجه إلى بلدة «ضحيان».
وقالت مصادر محلية إن مسلحين من جماعة الحوثيين بدأوا زحفاً برياً بعد الواحدة من منتصف الليل باتجاه قرى في بلدة دماج، إلا أن السلفيين خرجوا لقتالهم وومنعوهم من التقدم.
وأضافت أن مسلحو الحوثيين قصفوا قرى دماج في الساعة الثالثة والنصف صباحاً بشكل مكثف بشتى أنواع الأسلحة، بما فيها «المدفعية الثقيلة والدبابات وصواريخ الكاتيوشا».
وضربات الأسلحة الثقيلة انطلقت من مدرسة في منطقة «وادعة»، ومن منطقة رحبان «في العبديين» ومنطقة «الصمعات».
وقالت المصادر إن القصف تركزت على موقع «البراقة» الخاص بالسلفيين، وهو جبل مرتفع يطل على منطقة دماج.
ودمر القصف جزء من مكتبة السلفيين بجوار دار الحديث، واستهدف بيت أحد زعماء السلفيين الشيخ يحيى الحجوري، وبقايا خزانات الوقود.
وما يزال القصف مستمراً بصورة متقطعة الآن.
وفشلت اللجنة الرئاسية التي يقودها زعماء قبليين وسياسيين من وقف الحرب بين الجماعتين اللتين تختزلان عمقاً في الاختلاف الفكري والديني.
وتسيطر جماعة الحوثيين على صعدة وأجزاء من محافظتي حجة والجوف، واندلع جولات من الحرب بين الجماعتين.
وسرعان ما انهارت هدنة أوقف الحرب لفترة قصيرة، حين عاود الطرفان الاقتتال بينهما منذ اسبوعين . وما زال التوتر مستمر حتى الان وسط اتهامات متبادلة من كل طرف للآخر بخرق الاتفاق والهدنة.
ويقول سكان بلدة دماج إنهم يعانون من حصار منذ أسابيع وشحة الغذاء والدواء، وقال مواطن طلب عدم ذكر اسمه خشية تصفيته ل«المصدر أونلاين»: «ما في معانا ما نأكل، والحصار خانقنا».