ترتيب اليمن المتأخر رياضيا على مستوى العالم، مثل تصنيفه رقم 177 من جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ليس فقط هو ما يؤرق مضاجع الرياضيين اليمنيين، فقد انضم هؤلاء الرياضيين مؤخراُ إلى قائمة المستهدفين برصاص "الاغتيالات" في طول البلاد وعرضها. وشهد عامي 2012 ، و2013 الرقم الأكبر من عمليات الاغتيال التي طالت رياضيين يمنيين، ينتمون إلى محافظات جنوبية، وشمالية مختلفة.
مطلع الأسبوع الجاري، شهد أحدث عملية اغتيال تعرض لها رياضي يمني في محافظة البيضاء (وسط اليمن)، والتي تشهد معارك متواصلة، منذ أكثر من عامين بين عناصر توصف ب"المتطرفة" وقوات حكومية.
وقالت مصادر أمنية في مديرية رداع، وهي أكبر مديريات محافظة البيضاء سكانًا ل"الأناضول" إن مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية، اغتالوا نجم فريق شباب الأحمدي الرياضي لكرة القدم "محمد عبدالله حسين النيب"، ثم لاذوا بالفرار، قبل أن يسقط اللاعب قتيلا متأثراً برصاصات سكنت جمجمته.
وأشارت المصادر إلى أن اللاعب كان يتناول كوبا من العصير بأحد المطاعم الصغيرة قرب سوق شعبي في مدينة رداع، بعد عودته من النادي الذي يلعب فيه.
وعثرت الأجهزة الأمنية منذ أيام على لاعب كمال الأجسام محمد الهندي وهو أحد أبناء الجالية الهندية المحترف بنادي "نجم سبأ ذمار" مقتولا داخل النادي نفسه، وقال مصدر أمني: "جثة اللاعب وجدت متعفنة داخل حقيبة في النادي".
وقبله بأيام قتل لاعب نادي "22 مايو" في العاصمة اليمنية صنعاء "عمر السفياني"، ولكن هذه المرة برصاص جنود من الأمن المركزي في باحة السجن المركزي بصنعاء، ولا تزال جثته في ثلاجة أحد مستشفيات العاصمة، بحسب ما صرحت به مصادر رياضية ل" الأناضول".
وقالت المصادر "اللاعب تم إيداعه السجن بتهمة انتماء شقيقه لتنظيم القاعدة فقط، وقتل في السجن بعد حدوث عملية شغب أواخر الشهر الماضي، لتقيد جريمة قتله ضد مجهول".
وساقت الأقدار "عبدالله القاضي" بطل اليمن في رياضة الملاكمة "ولاعب نادي شمسان" بمدينة عدن الجنوبية إلى نهايته، ليكون ضحية المعارك التي تشهدها محافظة صعدة اليمنية، بين جماعة الحوثيين والسلفيين في منطقة "دماج".
وأكدت مصادر من أسرة اللاعب أن "القاضي" توفي إثر إصابته بجروح في المعارك الدائرة في صعدة منذ أشهر.
وكان بطل الملاكمة الراحل، يعمل مع شقيقه في حراسة أحد المباني في محافظة صعدة، بعد عودته من المملكة السعودية ضمن المرحلين، الذين تم إجلاءهم وتسريحهم من أعمالهم لمخالفتهم شروط الإقامة، وأصيب بشظية مدفعية جعلته يفارق الحياة في أحد مستشفيات المحافظة الملتهبة بالصراعات.
حوادث القتل هذه، أعادت إلى ذاكرة الرياضيين اليمنيين، حادثة مقتل لاعب نادي حسان "عثمان القعر" قبل عام، إثر تعرضه لطلق ناري طائش أثناء تواجده بأحد مقاهي مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين الجنوبية، والتي شهدت خلال تلك الفترة استيلاء عناصر من تنظيم القاعدة عليها، وإعلانها إمارة اسلامية، قبل أن تطردهم القوات الحكومية منها في 2012.
وعلق الصحفي الرياضي ماجد الطياشي ل"الاناضول" على ظاهرة مقتل الرياضيين قائلا: "أخشى أن يصبح اليمن مقبرة المواهب والابداعات، فاللاعب الذي لم يقتل ب"الإرهاب"، يقتل ب"الإهمال".
وعاد الطباشي بالذاكرة إلى حادثة أخرى مروعة من محافظة أبين الجنوبية التي قدمت لكرة القدم اليمنية معظم نجوم المنتخبات وتوصف بأنها "برازيل اليمن"، وهي حادثة مقتل لاعبي نادي خنفر "عبدالقادر هرهرة " و"رائد العفيفي" اللذان قتلا في مواجهات اندلعت بين تنظيم القاعدة وقوات الجيش.