قالت مصادر محلية إن حصيلة ضحايا القصف الذي شنه الجيش أمس الجمعة على مجلس عزاء في محافظة الضالع جنوباليمن ارتفعت إلى نحو 19 قتيلاً بينهم ثلاثة أطفال، بينما قتل اثنان آخران اليوم السبت برصاص الجيش خلال اشتباكات مع مسلحين، وسط تنديد واسع بحادثة أمس. وخرجت مسيرة حاشدة اليوم في مدينة الضالع تندد بالمجزرة التي ارتكبت أمس، بينما اندلعت اشتباكات بين مسلحين محسوبين على الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال وقوات من الجيش أدى إلى مقتل اثنين.
وقالت مصادر محلية إن مسلحين أطلقوا النار باتجاه مواقع عسكرية في منطقة سلاح، لكن الجيش رد بإطلاق النار من أسلحة متوسطة وثقيلة ما أدى إلى مقتل اثنين.
وقال شهود للمصدر أونلاين إن مسلحين قبليين وآخرين محسوبين على الحراك انتشروا في شوارع مدينة الضالع وسط توتر شديد يخيم على المدينة.
وكان الجيش قصف أمس الجمعة مُخيم عزاء أقيم في ساحة مدرسة سناح الحكومية ما أسفر عن مقتل 19، بينما قالت معلومات غير مؤكدة إن جريحين توفيا اليوم، لكن لم يتسن التأكد من ذلك.
وأمر الرئيس عبدربه منصور هادي أمس بتشكيل لجنة للتحقيق في الحادثة. وتتكون اللجنة برئاسة اللواء صالح حسين قاسم الوكيل المساعد بوزارة الداخلية لقطاع الأمن والشرطة، وعضوية رئيس هيئة التدريب بوزارة الدفاع اللواء الركن أحمد ناجي مانع والوكيل المساعد بمحافظة الضالع أحمد مثنى البلعسي ونائب مدير دائرة الاستخبارات العسكرية العميد الركن مهيوب رشاد المصري.
وقال مصدر محلي إن اللجنة الرئاسية وصلت الضالع اليوم السبت.
ونددت أطراف سياسية واجتماعية مختلفة بالحادثة.
وقال رئيس مجلسِ الشورى عبدالرحمن عثمان في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إنه «باسمه شخصياً وباسم أعضاء المجلس نعبر عن عميق الحزن والأسى لأسر الضحايا في الحادث الذي شهدته منطقة سناح بمحافظة الضالع، معربين عن استنكارهم الشديد لذلك الحادث».
وأضاف «عدم الوقوف الجاد أمام هذه الاختلالات الأمنية تسهم إسهاماً مباشراً في تزايد مثل هذه الحوادث التي يذهب ضحيتها المواطنين الأبرياء، دون أن يطال العقابُ مرتكبي تلك الجرائم الفظيعة».
وأصدرت أحزاب سياسية بيانات تنديد، وطالب بعضها بإقالة العميد عبدالله ضبعان قائد اللواء 33 مدرع المتمركز في الضالع، بينما اعتبرته قوى في الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال استمراراً للانتهاكات التي تطال الجنوبيين منذ اندلاع انتفاضتهم المطالبة بالاستقلال عام 2007.
وفي سياق متصل، قال شهود إن مجاميع مسلحة محسوبة على الحراك الجنوبي اقتحموا مقر إدارة أمن محافظة الضالع ونهبوا معدات من بينها أسلحة وسيارات شرطة.
وأضافوا ان الجنود لم يبدوا أي مقاومة تجاه عملية الاقتحام، بينما جاء مواطنون ونهبوا بعض الأثاث المتبقي بعد أن غادر المسلحون.