رد الحراك الجنوبي امس على خطاب للرئيس علي عبدالله صالح، الذي جدد فيه شعار "الوحدة أو الموت"، بالدعوة إلى تصعيد الاحتجاجات والإضراب الشامل في جميع المحافظات الجنوبية والمطالبة بانفصال الجنوب عن الشمال. وأعلن القيادي في 'الحراك الجنوبي' طارق الفضلي أمس إطلاق 'انتفاضة حجارة' ومرحلة جديدة من التحرك السبت المقبل في المحافظات اليمنية الجنوبية، من أجل 'فك الارتباط' مع الشمال.
وقال الفضلي في اتصال هاتفي مع مكتب وكالة 'فرانس برس' في دبي: 'سنقوم اعتباراً من تاريخ 20 فبراير بتدشين المرحلة القادمة التي تشمل مظاهرات واحتجاجات وعصياناً مدنياً وانتفاضة حجارة'. وأكد أن المرحلة الجديدة هي 'تصعيد لنضالنا' من أجل 'فك الارتباط' مع شمال اليمن، على أن يكون الاثنين المقبل يوم 'عصيان مدني' في المحافظات الجنوبية، مع الإبقاء على تحركات من أجل الإفراج عن معتقلي 'الحراك الجنوبي' الذي قال إنهم بالمئات.
إلا أن الفضلي شدّد على الاستمرار في الخيار اللاعنفي ونأى بنفسه عن مجموعات جنوبية مسلحة تعتمد العمل المسلح. وقد هددت مجموعة تطلق على نفسها 'كتائب المقاومة الجنوبية لتحرير الجنوب العربي المحتل' أمس الأول بطرد الشماليين المقيمين في الجنوب.
وكان صالح قد شن هجوما غير مسبوق على قيادات جنوبية معارضة تدعو للانفصال ووصفهم ب"العملاء والخونة" وبأنهم "جواسيس ضد أوطانهم وأنهم يتسكعون في الخارج ضد وطنهم"، في اشارة إلى الرئيس الجنوبي السابق على سالم البيض الذي يطالب بالانفصال تحت رعاية الأممالمتحدة والجامعة العربية.
ودعا مجلس الحراك السلمي إلى تحرير الجنوب في بيان صحافي وزع امس الأربعاء "إلى تصعيد الاحتجاجات والإضراب الشامل الاثنين المقبل (الموافق) 22 فبراير-شباط تزامنا مع مؤتمر الرياض الذي سيخصص لمناقشة الأوضاع في اليمن".
وأشار البيان إلى أن صدامات الحراك مع رجال الشرطة الأسبوع الماضي قد تسببت في مقتل اثنين من المحتجين الذين يطالبون بالانفصال عن الشمال.
وذكر البيان ان انعقاد لقاء الرياض التكميلي لمؤتمر لندن خلال الفترة من 22- 23 من الشهر الجاري سيناقش قضية الجنوب ولهذا فالحراك يدعو "الهيئات والمنظمات العربية والإقليمية والدولية وفي مقدمتها مجلس الأمن الى النظر فى طلب الجنوبيين الانفصال عن الشمال".
وقال صالح فى خطاب له بعد توقف الحرب مع المتمردين الحوثيين التي استمرت ستة اشهر "إن الدعوة للانفصال ورفع الشعارات المعادية للوحدة خيانة وطنية كبرى".
وكان طارق الفصلي في محافظة أبين قد رفع العلم الأميركي السبت الماضي على قصره بالمحافظة، وتوعد ببناء جدار عازل كجدار غزه مع الشماليين.
وكان الرئيس الجنوبي السابق البيض، الذي وقع اتفاقية الوحدة اليمنية مع الرئيس صالح في مايو-ايار العام 1990، قد دعا من منفاه الشهر الماضي الى "فك الارتباط " مع الشمال وبإشراف الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية.
يشار الى أن الرئيس قد دعا قبل شهرين إلى حوار وطني لكل القوى بمن فيهم المتمردون الحوثيون والحراك الجنوبي وما يعرف ب"قاعدة جزيرة العرب"، مشترطا عليهم لإجراء الحوار الالتزام بالدستور والقانون.