أكد الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز على ضرورة أن تتخذ الحكومة اليمنية خطوات فعالة وملموسة لقمع المتمردين والقضاء على سبل تمويلهم. وذلك خلال اجتماعه قرب العاصمة الرياض بالرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي يزور المملكة قبيل المؤتمر العالمي الأول من أجل اليمن. يأتي هذا اللقاء أثناء زيارة يقوم بها صالح للسعودية الثلاثاء لمحاولة إقناع المملكة بأن تضرب مثلا للمانحين الخليجيين في مساعدة بلاده في وقت تصارع فيه تمردا للقاعدة.
وقال مصدر سعودي إن الجانب السعودي شدد خلال اللقاء على أهمية أن تتخذ الحكومة اليمنية خطوات فعالة وملموسة لقمع المتمردين والقضاء على سبل تمويلهم وكشف ارتباطاتهم ومن يقف وراءهم وقطع الإمدادات الخارجية عنهم.
وقال المصدر إن الرياض أكدت ضرورة الحيلولة دون أن يتخذ تنظيم القاعدة من اليمن مقرا له لتهديد الأمن في كلا البلدين، إلى جانب مناقشة الجهود الدولية بشأن تعزيز التعاون الأمني في مجال مكافحة التطرف والقرصنة.
ومن المتوقع أن يطمئن صالح الملك عبد الله بن عبد العزيز بأن الجيش اليمني سيكون أكثر يقظة في مراقبة الحدود لدعم وقف لإطلاق النار بين السعودية والمتمردين الحوثيين اليمنيين ومنع متشددي القاعدة من التسلل إلى المملكة.
وقد وصل صالح إلى العاصمة السعودية الثلاثاء في أول زيارة له منذ إعلان وقف الحرب بين القوات اليمنية والسعودية مع المتمردين الحوثيين، وذلك قبيل اجتماع في الرياض يوم السبت المقبل لدول مجلس التعاون الخليجي لبحث تقديم مساعدات لليمن.
وعلم من مصدر يمني أن الرئيس صالح طرح على الملك السعودي مسألة استيعاب العمالة اليمنية في دول مجلس التعاون الخليجي رغم الحذر الخليجي من وجود منتسبين أو مؤيدين للحوثيين في صفوفها قد يقومون بتنفيذ مخططات المتمردين داخل دول مجلس التعاون الخليجي، الذي يضم إضافة إلى السعودية كلا من الكويت وقطر والبحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان.
وأضاف أن القمة السعودية اليمنية عرضت أيضا للقضايا التي سيناقشها مجلس التنسيق اليمني السعودي في دورته ال19 في 27 فبراير/شباط الجاري في الرياض برئاسة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز وعلي مجور رئيس مجلس الوزراء اليمني.
وتطرقت المحادثات السعودية اليمنية إلى المؤتمر العالمي الأول من أجل اليمن المقرر أن تستضيفه العاصمة السعودية الرياض في اليومين الأخيرين من فبراير الجاري بحضور الدول الأوروبية المانحة والشركاء الخليجيين من أجل إخراج اليمن من أزمته الراهنة، وهو امتداد لمؤتمر لندن في يناير/كانون الثاني الماضي.
وأطلع صالح القيادة السعودية على مجريات الوضع الداخلي في اليمن وبخاصة ما يتصل بالحراك الجنوبي الذي يدعو إلى انفصال جنوبي اليمن واستمرار رفض الحوثيين الالتزام بالنقاط الست وآلياتها التنفيذية الخاصة بوقف الحرب.
وكان مصدر يمني قال اليوم إن الحوثيين يماطلون في فتح الطرقات وإزالة الألغام بشكل كامل ورفضوا تسليم الألغام للسلطات الأمنية وماطلوا في تسليم المخطوفين المحتجزين لديهم. كما رفض الحوثيون تسليم الأسلحة والمعدات المدنية والعسكرية السعودية واليمنية المنهوبة.
ويمثل انعدام الاستقرار في اليمن -أفقر دولة عربية- مبعث قلق أمني كبير للولايات المتحدة ودول الخليج العربية خاصة السعودية التي تشترك معها في حدود كثيرة الثغرات يبلغ طولها ألفا وخمسمائة كيلومتر.
ويساور القوى الغربية والرياض القلق من انهيار سيطرة الحكومة على الأوضاع في اليمن، مما يمكن القاعدة من تعزيز وجودها هناك واستخدامه قاعدة لشن هجمات جديدة.