شدد العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال اجتماعه بالرئيس اليمني علي عبد الله صالح قرب العاصمة الرياض على أن تتخذ الحكومة اليمنية خطوات فعالة وملموسة لقمع المتمردين والقضاء على سبل تمويلهم. وقال مصدر سعودي إن الجانب السعودي شدد خلال اللقاء على أهمية أن تتخذ الحكومة اليمنية "خطوات فعالة وملموسة لقمع المتمردين والقضاء على سبل تمويلهم وكشف ارتباطاتهم ومن يقف وراءهم وقطع الإمدادات الخارجية عنهم". وأضاف المصدر أن الرياض أكدت انها لن تتهاون أمام أية محاولة لاختراق حدودها أو المس بأمنها من أي طرف كان. وتابع أن قضايا مكافحة الإرهاب وبالذات الحيلولة دون أن يتخذ تنظيم القاعدة من اليمن مقرا له لتهديد الأمن في كلا البلدين احتلت حيزا واسعا في المحادثات ، إلى جانب مناقشة الجهود الدولية بشأن تعزيز التعاون الأمني في مجال مكافحة التطرف والقرصنة. وكان صالح وصل العاصمة السعودية أمس في أول زيارة له منذ إعلان وقف الحرب بين القوات اليمنية والسعودية مع المتمردين الحوثيين. ووصف السفير اليمني لدى الرياض علي الأحول اللقاء بأنه" مهم " مشيرا إلى انه بحث العمل والتعاون المشترك بين البلدين على صعيد حماية الحدود اليمنية السعودية من العناصر التي تحاول التسلل والتهريب بين البلدين." وحضر الاجتماع من الجانب السعودي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ورئيس الاستخبارات السعودية الأمير مقرن بن عبد العزيز ومساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف . وعلم من مصدر يمني أن الرئيس صالح طرح على العاهل السعودي مسألة استيعاب العمالة اليمنية في دول مجلس التعاون الخليجي رغم الحذر الخليجي من وجود منتسبين أو مؤيدين للحوثيين في صفوفها من شأنها تنفيذ مخططات المتمردين داخل مجلس التعاون الخليجي، الذي يضم إضافة إلى السعودية كلا من الكويت وقطر والبحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان . وأضاف أن القمة السعودية اليمنية عرضت أيضا للقضايا التي سيناقشها مجلس التنسيق اليمني السعودي في دورته ال19 في 27 من فبراير الجاري في الرياض برئاسة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز وعلي مجور رئيس مجلس الوزراء اليمني . ويرافق الرئيس اليمني وفد يضم بين أعضائه نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية الدكتور رشاد العليمي ومدير مكتب رئاسة الجمهورية رئيس جهاز الأمن القومي علي محمد الأنسي ووزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي ووزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد ونائب وزير الداخلية اللواء الركن صالح حسين الزوعري. واطلع صالح القيادة السعودية على مجريات الوضع الداخلي في اليمن وبخاصة ما يتصل ب" الحراك الجنوبي" الذي يدعو إلى انفصال جنوب اليمن واستمرار رفض الحوثيين الالتزام بالنقاط الست وآلياتها التنفيذية الخاصة بوقف الحرب. وكان مصدر يمني قال اليوم إن "الحوثيين يماطلون في فتح الطرقات وإزالة الألغام بشكل كامل ورفضوا تسليم الألغام للسلطات الأمنية وماطلوا في تسليم المخطوفين المحتجزين لديهم.كما رفض الحوثيون تسليم الأسلحة والمعدات المدنية والعسكرية السعودية واليمنية المنهوبة". وتطرقت المحادثات السعودية اليمنية إلى المؤتمر العالمي الأول من أجل اليمن المقرر أن تستضيفه العاصمة السعودية الرياض في اليومين الأخيرين من شهر فبراير الجاري بحضور الدول الأوربية المانحة والشركاء الخليجيين من أجل إخراج اليمن من أزمته الراهنة،وهو امتداد لمؤتمر لندن في يناير الماضي. وكان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد الرحمن العطية قال إن فريق العمل المكلف بمتابعة تنفيذ المشاريع وتحديد الاحتياجات التنموية للجمهورية اليمنية،سيبحث يوم السبت المقبل التقدم المحرز بشأن ما تم تحقيقه من تعهدات لتنفيذ المشاريع في اليمن منذ مؤتمر المانحين (لندن - نوفمبر 2006) وكذلك مناقشة العوائق والصعوبات التي اعترضت وتعترض تنفيذ المشاريع التي تم الالتزام بها،واقتراح الحلول اللازمة لتجاوزها مستقبلا ". ومن المقرر أن يشارك في اجتماع فريق العمل مسؤولون يمنيون وخليجيون ومن البنوك والجهات المانحة في مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة واليابان والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي والأمم المتحدة والمملكة المتحدة .