أدى هطول الأمطار قبل أيام إلى كشف حجم الفساد في مشروع طريق "بلاد الطعام" بمحافظة "ريمة". حيث أظهرت السيول أن المقاول الذي نفذ المشروع لم يقم بعمل قواعد وأعمدة خرسانية ليرتكز عليها الجسر، واكتفى بالبناء بالأحجار مما أدى إلى انهيار جزء من الجسر؛ ما يؤكد أن المقاول والمشرفين على المشروع تلاعبوا بالميزانية المخصصة للمشروع، وحجم الفساد الذي رافق ذلك. وما أظهرته الصورة لم يكن سوى غيض من فيض، كما يقول الأهالي.
الأهالي في المديرية يناشدون النائب العام، ونيابة الأموال العامة، وهيئة مكافحة الفساد إحالة المتسببين إلى المحاسبة، ابتداءً من الجهة المنفذة للمشروع والمهندسين المشرفين وانتهاءً بالمقاول المنفذ المباشر للمشروع.
الفساد في إنشاء الجسر يكشف ما يُمارس من فساد في تنفيذ مشاريع على مستوى البلاد، وبتلاعب يبدأ من أكبر لجنة متخصصة لمناقصة المشاريع في البلاد وانتهاءً بالمهندسين والمشرفين على تلك المشاريع.
وحدثت حالات مشابهة في أوقات سابقة، ففي عام 2007، جرفت السيول في محافظة إب شوارع وأحدثت فيها خراباً، بعد افتتاحها في العيد السابع عشر لقيام الجمهورية اليمنية بأيام. وكان قد أعلن في الحفل عن تكلفة تلك المشاريع بأكثر من 200 مليار ريال، تبيّن فيما بعد أن التكلفة لم تتجاوز ال11 مليار ريال، بحسب لجنة برلمانية شُكِّلت لتقصِّي الحقائق، وهو دليل على الفساد الكبير في لجان المناقصات، والمقاولين المنفذين الذين يبررون جرائمهم تلك بالنسب الكبيرة من المبالغ التي يقدِّمونها لمسؤولين في تلك المحافظات مقابل إرساء المناقصات عليهم، وهو ما يتكشف بعد أيام من تنفيذ تلك المشاريع أنها لا تساوي 5% من تكلفتها الإجمالية.