كشفت مصادر رسمية يمنية أن القوات التي هبطت بمروحية في منطقة تعرضت لغارة جوية في محافظة شبوة اليوم الاثنين كانت من قوات خاصة يمنية من وحدة «مكافحة الإرهاب»، بعدما أثارت تلك المعلومات تساؤلات حول هوية الجنود. وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن الرئيس عبدربه منصور هادي وجه «رسالة شكر وثناء وتقدير لوحدة مكافحة الإرهاب بقوات الأمن الخاصة التي نفذت يوم أمس عملية نوعية ضد عناصر قيادية خطرة من تنظيم القاعدة الإرهابي بمحافظة شبوة».
وكانت مصادر محلية ذكرت ل«المصدر أونلاين» ان طائرة يعتقد انها امريكية من دون طيار أغارت على سيارة تقل مشتبه بارتباطهم بتنظيم القاعدة في منطقة مرخة بمحافظة شبوة بعد منتصف الليلة الماضية.
وأضافت المصادر ان مروحيات هبطت في المكان وانتشلت جثث القتلى الذين يعتقد أن عددهم أربعة، لم تُعرف هوياتهم حتى الآن.
وقال الرئيس هادي في رسالته إن «هذه العملية تمثل رسالة قوية لعناصر الشر والإرهاب بأن القوات المسلحة والأمن على أهبة الإستعداد لمواجهة وإحباط الأعمال الإرهابية في كل موقع وفي كل زمان ومكان».
وأضاف ان هذه العملية «تعكس في نفس الوقت مدى القدرات المتميزة والكفاءة العالية التي تتمتع بها وحدة مكافحة الإرهاب بقوات الأمن الخاصة واستعدادها وجاهزيتها الدائمة لتنفيذ مهامها على أكمل وجه والوصول السريع إلى العناصر التي تهدد أمن واستقرار الوطن أينما كانت وحيث لا تتوقع تلك العناصر».
وأعلن الرئيس هادي قراره بمنح «وحدة مكافحة الإرهاب» بقوات الأمن الخاصة المنفذة للعملية «وسام الشجاعة».
وهذه أول مرة تهبط فيه مروحية لانتشال جثث قتلى الغارات التي تشنها الطائرات الامريكية ضمن تعاونها مع الحكومة اليمنية لمحاربة جناح تنظيم القاعدة في اليمن والذي تعتبره واشنطن الأخطر بين فروع التنظيم المتطرف.
وقالت مصادر إن هبوط طائرة لانتشال الجثث يشير إلى أن الأجهزة الأمنية كانت تُلاحق قيادياً كبيراً في التنظيم وأنها استهدفته في الغارة، لكن السلطات اليمنية لم تعلن حتى الآن هوية القتلى.
وطرحت المصادر شكوكاً حول ما إذا كانت الغارة تستهدف زعيم التنظيم ناصر الوحيشي الذي وصفته المتحدثة باسم الخارجية الامريكية الأسبوع الماضي بأنه الرجل الثاني في تنظيم القاعدة بعد أيمن الظواهري، أو ان الغارة استهدفت خبير المتفجرات السعودي إبراهيم العسيري وهو على رأس قائمة المطلوبين للولايات المتحدة بسبب تمكنه من صنع قنابل شديدة الانفجار لا تستطيع أجهزة الفحص الأمنية التعرف عليها.
وصمم العسيري قنبلة زرعت في ملابس داخلية لشقيقه إبراهيم العسيري الذي فجر نفسه في مكتب نائب وزير الداخلية السعودي آنذاك محمد بن نايف آل سعود عام 2009 في محاولة فاشلة لاغتيال الأخير، كما صمم متفجرات حملها النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب الذي حاول تفجير طائرة امريكية فوق مدينة ديترويت الامريكية عام 2009.
وتشن الطائرات الامريكية بالتعاون مع الحكومة اليمنية حملة كبيرة على عناصر القاعدة بدأت يوم السبت واستهدفت سيارة يستقلها تسعة يعتقد ارتباطهم بتنظيم القاعدة في مديرية الصومعة بمحافظة البيضاء.
ويوم أمس الأحد، قتل أكثر من 25 عضواً في تنظيم القاعدة بغارات استهدفت مواقع يختبئ فيها المتشددون في نطاق جغرافي من السلاسل الجبلية الوعرة بين محافظتي أبينوشبوة.
وقالت وزارة الداخلية اليمنية أمس الأحد إن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على 10 من أعضاء تنظيم القاعدة في محافظة شبوة حين كانوا متوجهين إلى موقع الهجوم في منطقة المحفد.