وصلت لجنة رسمية إلى مدينة صعدة بشمال اليمن في زيارة للقاء زعيم جماعة الحوثيين المسلحة عبدالملك الحوثي في مسعى للتفاوض بشأن نزع السلاح الثقيل وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني. وتسيطر جماعة الحوثيين على محافظة صعدة وأجزاء واسعة من محافظاتعمران والجوف وحجة المجاورة بعد حروب خاضتها مع القوات الحكومية استمرت نحو ستة أعوام بشكل متقطع.
وقال مصدر محلي إن الوفد الذي يضم رئيس جهاز الأمن السياسي اللواء جلال الرويشان والقيادي الناصري الدكتور عبدالملك المخلافي وعبدالرحيم صابر كبير مستشاري مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن واللواء ناصر عبدربه الطاهري رئيس عمليات وزارة الدفاع.
وكان «المصدر أونلاين» نشر خبراً عن تشكيل الرئيس عبدربه منصور هادي، مطلع مارس الماضي، لجنة تضم وزراء ومسؤولين عسكريين وقادة سياسيين لتسوية مشكلة صعدة والتباحث مع قادة جماعة الحوثيين لإقناعهم بالانخراط في العمل السياسي عبر تشكيل حزب سياسي طبقاً للقانون ووضع السلاح.
وقال مصدر حضر الاستقبال في مطار صعدة إن قادة بجماعة الحوثيين كانوا في استقبال اللجنة اليوم الأربعاء، من بينهم صالح هبرة رئيس المجلس السياسي للحوثيين والقائد العسكري للجماعة عبدالله الحاكم (أبو علي الحاكم)، والمتحدث الرسمي باسم الحوثيين محمد عبدالسلام، إضافة إلى المحافظ فارس مناع وقيادات عسكرية في صعدة.
وتأسست جماعة الحوثيين في بداية الأمر من مجموعات طلابية أبدت اهتمامها مع نهاية القرن الماضي بإحياء علوم المذهب الزيدي وانضوت في «تنظيم الشباب المؤمن» الذي لم يلبث أن انفرط نظامه ليستغل النائب البرلماني السابق حسين بدرالدين الحوثي الفرصة ويعيد تنظيم صفوف «الشباب المؤمن» وينفرد بصياغة أفكاره، مضيفاً إليها مسحة شيعية، تجلت في هتاف «الصرخة» المناوئ للولايات المتحدة وإسرائيل وهو شعار شاع في أعقاب الثورة الإيرانية عام 1979.
ورفض حسين الحوثي الذي تحصن مع أتباعه المسلحين في جبال مران الوعرة أن ينصاع لمطالب الرئيس السابق علي عبدالله صالح بوقف «الصرخة» والقدوم إلى صنعاء، الأمر الذي دفع السلطات إلى شن عملية عسكرية، خاض خلالها المسلحون من أتباع الحوثي قتالاً مع قوات الجيش دام ثلاثة أشهر وانتهى بمقتل حسين في سبتمبر 2004.
إلا أن مقتل حسين لم يضع حداً للمشكلة كما اعتقدت السلطات حينذاك، بل فتح الباب واسعاً أمام مزيد من جولات القتال وتوسع الجماعة المسلحة التي استقطبت آلاف الأنصار وباتت تحكم سيطرتها على محافظة صعدة ولها اليد الطولى في المحافظات المجاورة.