يسود الغموض، حيال موقف الشيخ طارق الفضلي من الحراك الجنوبي بعدما أكدت مصادر محليه أنه وجه أنصاره أمس الأربعاء بإنزال أعلام دولة الجنوب سابقاً وصور لقتلى الحراك ونائب الرئيس السابق علي سالم البيض من منصة 23 يوليو القريبة من منزله في زنجبار. وتداولت معلومات عن تكليف الرئيس علي عبدالله صالح لجنة للحوار مع طارق الفضلي أفضت إلى رفع الأمن للحصار عن منزله الذي فرضه عليه الثلاثاء الفائت ودام لساعات، مقابل إزالة الفضلي للأعلام التشطيرية وكل ما يتعلق بالحراك من منزله والمنصة القريبة منه. وقال مصادر إن الفضلي وضع شروطاً – لم تسمها - مقابل التهدئة في محافظة أبين التي يسودها أعمال عنف ومصادمات بين قوى الحراك ورجال الأمن، وتعيش انفلاتاً أمنياً غير مسبوقاً، غير أنه لم يتسن التأكد من صحة هذه المعلومات. في الغضون، أكدت مصادر مطلعة ل"المصدر أونلاين" إن وزير الدفاع يزور محافظة أبين منذ يوم أمس الأول، بينما وصل إليها اليوم وزير الداخلية اللواء مطهر رشاد المصري عائداً من محافظة عدن، ويعتقد أن يكون الوزيران قادا وإلى جانبها شخصيات اجتماعية من أبين ومقربة من الفضلي الوساطة التي أفضت إلى هذا التحول - الظاهري على الأقل - في تصرفات الفضلي. وجاءت هذه التطورات في أعقاب مقتل القيادي في الحراك علي صالح اليافعي إثر مداهمة الأمن لمنزله الأحد الفائت، وفي اليوم التالي حاصر الأمن لمنزل الفضلي لساعات، ووقعت اشتباكات بين أنصاره ورجال الشرطة، بينما وزع أمس الأربعاء في زنجبار بيان – مجهول المصدر- تضمن هجوماً حاداً للفضلي، واتهامات له بالوقوف خلف مقتل اليافعي، كما وصفه البيان بالمتآمر مع السلطة ضد الحراك الجنوبي وتنفيذ مؤامرة "موسلاطينية". وحاول المصدر أونلاين التواصل مع الشيخ طارق الفضلي وشخصيات أخرى مقربة منه للتأكد من صحة إبرامه اتفاق مع السلطة للتهدئة، والإطلاع عن موقفه من الاتهامات التي ساقها ضده "البيان المجهول"، إلا أن الهواتف النقالة ظلت مغلقة بسبب انقطاع شبكة الجوال عن أبين والضالع ولحج منذ السبت الفائت. وبينما يرى البعض إن ما قام به الفضلي مؤخراً قد يكون مقدمة لإعلانه التخلي عن الحراك، لكن مراقبون استبعدوا أن يتم مثل هذا الأمر بهذه السهولة. بالمقابل، وجه نائب الرئيس السابق علي سالم البيض اليوم الخميس"نداء استغاثة" لأبناء الجنوب دعاهم خلاله إلى "نجدة" الشيخ الفضلي والتوجه إلى زنجبار فوراً لفك الحصار عليه قبل أن تفتك به ما وصفها ب"قوات الإحتلال" في معركة غير متكافئة. حد قول البيض. وعلى عكس المعلومات المؤكدة عن رفع الأمن للحصار عن منزل الفضلي، قال البيض في نداءه – تلقى المصدر أونلاين نسخة منه – "تجري منذ ثلاثة أيام عملية حصار أمني كثيفة (...) على منزل الشيخ طارق الفضلي أحد رموز الحراك الجنوبي في جنوبنا (...) بمدينة زنجبار، بهدف تصفيته جسدياً وهدم المنزل على من فيه". ولفت البيض إلى أن ما وصفها ب"العمليات البربرية الشنيعة" التي استمرأت قوات النظام "الغاشمة" القيام بها (...) ما كانت لتقدم عليها لولا حصولها على الضؤ الأخضر من بعض الدول الإقليمية المجاورة والدولية. وإذ أعتبر البيض هذه الدول – التي لم يسمها صراحة- أنها شريكة النظام في "جرائمه" تجاه الجنوب وشعبه المسالم. قال "إننا نربأ بأشقائنا العرب في الجوار أن يكونوا عوناً لهذا النظام". وأضاف البيض في بيانه "إن مثل هذا النهج غير العادل سوف تكون عواقبه وخيمه على النظام وعلى أمن واستقرار المنطقة برمتها, فلن نسكت على ذبح شعبنا بهذه الطرق وهذه الوسائل الإجرامية القذرة, ولن نقبل بالركوع او الخضوع لطغيان وجبروت نظام صنعاء مهما استقوى علينا بمساعدة الأشقاء". مجدداً الدعوة لأبناء الجنوب ب"نجدة" طارق الفضلي الذي قال إنه يعاني حالياً من ضغوط نظام صنعاء بهدف كسر شوكته أو تصفيته جسدياً.