في مصر عملوا تمثال لطه حسين ونجيب محفوظ واحمد شوقي وأُم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وفي سوريا عملوا تماثيل للمعري والمتنبي وابو تمام ومش عارف من وفي العراق عملوا تماثيل للسياب وابو نواس ومش عارف من وفي البرازيل تخيل في البرازيل عملوا تمثال لجبران خليل جبران اللبناني وفي اليمن في اليمن في اليمن سرقوا حوالي نصف مؤلفات شاعرها ومؤرخها الكبير عبدالله البردوني (ثمانية مكتشفات الى حد الآن) ومؤلفات ليست اي مؤلفات ، انها مؤلفاته الأخيرة ، اي ان البردوني كتبها في مرحلة وصل فيها نضجه الفكري والشعوري الى اعلى مستوى.
*** هل يعقل ان يكتب المؤرخون في المستقبل عن البردوني قائلين : هذا ما وصلنا من كتبه , ويسردون فقط هذه المعروفات التي رأت النور ! هل يعقل ان يكتبوا انه له كتب اخرى اخفتها السلطة حينذاك , اخفتها في القرن العشرين , العشرين , العشرين ! اربعة عشر عاماً مضت الى الآن على اخفاء كتب البردوني ، واذا كان الجيل الحالي الممتد من بداية القرن الواحد والعشرين بمختلف فئاته العمرية التي غالبيتها عاصرت حياة البردوني ، لم يعد يتذكر كتب البردوني الا فيما لو تذكر البعض ذكرى يوم رحيله السنوية -عوضاً عن العمل الدؤوب من اجل اخراجها- ، فسيمر الوقت وتتعاقب الاجيال الى ان تصبح فرص استعادة كتب البردوني ، ضئيلة وميئوس منها . ولن يكون تذكرها سوى حسرة على اطلال زمن غابر كما نتحسر الآن مثلاً على ضياع مؤلفات عباقرة العصر العباسي وما تلاهم.
لا يجوز ان تواصل كتب البردوني الضياع حتى تصل الى مصير فادح مثل هذا ، افدح منه بلامعقوليته وبحاجة اليمن الماسة الى كتابات مثقف نوعي معاصر بحجم عبدالله البردوني قلما يأتي الزمن بأمثاله للشعوب.
سيمر الوقت ويبرد الحديد ، والحديد اذ يبرد لايمكنك ان تفعل معه شيئاً حينئذ سوى ارتداد المطرقة لفلق رأسك ، تعبت من ترديد " يجب/يجب/يجب... " في كل شاردة وواردة تتعلق بمصير كتب البردوني ، يلاا نخرج كتب البردوني يا ناس مستخدمين في ذلك كل الوسائل المتاحة من علاقات الصحفيين بالمسؤولين والسياسيين وكتاباتهم وجرائدهم وكذا اصطفاف الادباء من اجل تحريك هذه القضية في أروقة وزارة الثقافة مثلاً او في أروقة رأس عبدالعزيز المقالح الشخصية الأدبية الأبرز في اليمن وكذا في أروقة رأس خالد الرويشان وعبدالباري طاهر واحمد قاسم دماج وعمر عبدالعزيز وو..الخ هذه الشخصيات المعروفة صاحبة الباع الطويل في السلك الثقافي ، بحيث تتحد اصواتهم وأرجلهم التي ستصل الى اصحاب القرار اكثر من اصواتنا المفسبكة ووقفاتنا المتواضعة امام دار الكتاب. على أن يبدأ ايضاً العمل من الآن لتحضير فعالية احتجاج وإعلام واسعة واستثنائية من اجل مؤلفات البردوني حتى حلول الذكرى السنوية الخامسة عشرة لرحيل الشاعر الكبير التي ستصادف يوم 30 اغسطس القادم.