عبر قيادات محلية من أعيان ومشايخ في محافظة صعدة عن امتعاضهم وأسفهم لما وصفوه ب"الاحتفاء الرئاسي" بقيادات حوثية قالت إن أيديها ملطخة بدماء الأبرياء وأبناء القوات المسلحة في صعدة. وكشفت تلك القيادات ل"المصدر أونلاين" عن أن رئيس الجمهورية التقى السبت 20 مارس الجاري بمجموعة من القيادات الميدانية للمتمردين الحوثيين، وبحضور الوسيط الشيخ علي ناصر قرشة. وطبقاً لتلك المصادر "فإن اللقاء حضره كلاً من صالح العماد وطه المداني وعلي محمد دحاح" وهؤلاء الثلاثة من المطلوبين أمنياً ضمن قائمة ال55 التي وزعتها كشفت السلطات اليمنية عن أسمائهم في وقت سابق على أنهم من القيادات الحوثية المطلوبة أمنياً. وقالت المصادر إن الرئيس وعقب لقاءه بتلك القيادات الحوثية وجه القيادي في جماعة الحوثي صالح الصماد بإلقاء محاضرة توعوية في مجمع الدفاع، والذي أسهب الأخير في حديثه الممتد إلى ما بعد الساعة الثانية ظهراً، وتناول خلاله التهديدات والمخاطر الأمريكية على اليمن. وتشير معلومات المصدر أونلاين إلى امتلاك الصماد قدرات بلاغية وخطابية فائقة، وبثت الفضائية اليمنية صوراً له في أخبار التاسعة مساء السبت الفائت، وبدا خلالها الصماد وهو يحرك يديه بشكل يشير إلى حماسة حديثه. وكانت وسائل الإعلام الرسمية أشارت في ذات اليوم إلي لقاء رئاسي برؤساء وأعضاء اللجان الوطنية و الإشرافية علي تنفيذ النقاط الست لكنها لم تشر إلي مشاركة ممثلي الحوثي في تلك اللجان الذي كان عبدالملك الحوثي اشترط تمثيله فيه ولاقت موافقة رئاسية. غير أن الرئيس صالح كشف أيضاً أثناء مقابلة له مع صحيفتي الجزيرة والوطن السعوديتين التي أجريت معه الأربعاء الفائت عن اعتزامه لقاء قيادات حوثية خلال اليومين التاليين. وعندما سئلت الصحيفتان الرئيس: أتخيلكم فخامة الرئيس مجتمعاً مع قيادات الحوثيين، تقول لهم: إنكم أوديتم بأبنائكم المهالك من أجل دولة أجنبية، فما رأيكم؟ . فأجاب الرئيس: نعم، سأجتمع بهم، في الواقع سأجتمع بهم غداً وقد أقول لهم ذلك، يجب أن يعترفوا بهذه الحقيقة، وأن اعتداءهم على الأراضي السعودية كان تصفية حسابات إقليمية، أبناء اليمن دفعوا ثمنه، زجوا بأبناء؛ أطفال وجهال في معركة من أجل غيرهم. وهو ما يؤكد صحة لقاء الرئيس بتلك القيادات. وقد أثار لقاء الرئيس بالقيادات الحوثية حفيظة المواليين في النظام أثناء الحرب السادسة في صعدة، وبالذات مشايخ وأعيان المنطقة الذين عبروا في حديث مع "المصدر أونلاين" عن استنكارهم إزاء قيام السلطات بتلك التصرفات التي وصفوها ب"المثيرة للريبة" والتي تنبؤ إلى النتيجة الحتمية لذلك التقارب هو إقصائهم وتهميشهم إن غدت بوابة القصر الرئاسي مفتوحة لأولئك المتمردين. حسب تعبير أعيان صعدة. وحذروا السلطة من مغبة اللعب بالأوراق والتي بدأت تظهر ملامحها من خلال شاشات الإعلام الرسمي. وإذ أكدوا على تمسكهم بخيار إحلال السلام في صعدة الذي انتهجته السلطة مؤخراً، شددوا على ضرورة أن لا يكون ذلك على حساب تضحياتهم وحساب تلك الدماء التي انهمرت فداء للوطن والثورة. وقالت مصادر مطلعة "إن القيادات الحوثية الميدانية شوهدت وهي تدخل وبرفقتها 10 من المسلحين المرافقين إلى مجمع الدفاع الذي يضم مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولم تطلب منهم حراسة مجمع الدفاع وضع أسلحتهم عند البوابة كإجراءات أمنية معتادة لدخول ذلك المكان.