كُنت أحد الطلاب الذين تعلموا على يد الدكتور الشهيد مبادئ العلوم السياسية في جامعة صنعاء بكلية التجارة والاقتصاد، فأنا أذكر أنّي درست مادة اسمها "العلاقات العامة"، وحينها طلب الشهيد المرحوم من جميع الطلاب بحثاً ميدانياً؛ عبارة عن دراسة الإدارة العامة للعلاقات في أي وزارة أو مؤسسة حكومية وربطها بالمُقرر. وتذكرت الدكتور وأنا أدرس الماجستير في أمريكا وكيفية إعداد البحوث والدراسات الميدانية في المؤسسات الحكومية والخاصة في مجال الإدارة والعلاقات العامة وكل ما درسته في محاضرات الدكتور المتوكل قابلني في دراستي أثناء الماجستير في أمريكا. بعدها درست وكنت طالباً مثابراً على حضور مادة أخرى اسمها التنمية السياسية، وحينها أذكر أن الجميع كان يشكو من تقييم الدكتور لجميع الطلاب وبالذات في الامتحانات. لهذا انتظرت حتى آخر يوم من محاضرات الدكتور، واعترضت على طريقة تقييمه الطلاب، وقُلت له: "أنت يا دكتور تدرسنا الديمقراطية، ولا تؤمن بها، والدليل على أنك تريد فقط من يتفق معك في الإجابات"، خاصة والدكتور كان يطرح أسئلة يجعلك تفكر برأيك وليس بما هو مكتوب في الكتاب والمقرر. فكان رده لي هادئاً جداً، بل قال لي بالحرف "أكتب رأيك وأقنعني به وسوف تنجح حتى وإن كان ضد رأيي وفكرتي". وبعدها أصبحنا أصدقاء، وكل مرة يقابلني يقول لي "أهلاً بمن انتقدي أسلوبي في التعامل". موقفه من فوز الأستاذ الربادي بعد الوحدة المباركة وفي عام 1993، حصلت أول انتخابات برلمانية شبه ديمقراطية توافقية فيما بين الأحزاب وهناك دوائر معيّنة طُرحت للمنافسة. طبعاً الدكتور محمد عبد الملك ترشّح في أمانة العاصمة في حي الزراعة وحينها تطوعنا معه للعمل في لجنته الإعلامية أنا والعزيز السفير الحالي في لبنان الدكتور علي الديلمي. طبعاً الدكتور المرحوم كان ينتظر نتيجة الفرز، وكُنا نحن جميعا في منزله، وإذا هو يبتسم، ويقول لي "مبروك لنا ولكم واليمن فوز الاستاذ المرحوم الربادي"، وكان حينها قد عرف أنه شخصياً لم يفز في الانتخابات، لكنه قال "الربادي هو صوتنا كُلنا وفوزه أهم من أي شخصية أخرى". رحمة الله عليك يا دكتور محمد