بعد ان رأت حكومة الشراكة الوطنية النور تنفس اليمنيون الصعداء وشعروا بالتفاؤل بعد مخاض عسير وأزمة كادت ان تعصف بالجميع وتقضي على ماتبقي من أحلام وتطلعات اليمنيين التواقة الى بناء مستقبل واعد ومشرق للجميع. هذه الانفراجة جاءت بعد جهود مضنية بذلها الرئيس وهيئة مستشاريه ورئيس الوزراء ومعهم كل المخلصين والشرفاء من ابناء هذا الوطن الغالي الذي أنهكته الصراعات وأثقلت كاهله الأزمات طيلة عقود طويلة، وكدنا نعود الى مربع العنف والانزلاق نحو الفوضى والاقتتال لولا عناية الله.
وهنا ندعو الرئيس ان يعمل على تصحيح الأخطاء التي حدثت في الفترة الماضية ويسارع الي تنفيذ العديد من الإصلاحات السياسية والإدارية الضرورية في مختلف قطاعات الدولة، وان يفكر في مسألة غاية في الأهمية، وقد تكون بلا شك عوناً له وسنداً قوياً، وهي الشروع في تعيين شخصية وطنية مرموقة وكفؤة وموثوق بها نائباً له يعاونه في بعض أعماله حيث بات هذا الأمر في حكم الضرورة الملحة وتقتضيه المصلحة الوطنية العليا، وفي هذا الظرف بالذات عملاً بأحكام الماده (106- ب) من الدستور النافذ التي تنص على "يكون لرئيس الجمهوريه نائب يعينه الرئيس" .
وفي الختام آمل ان يلقى هذا المقترح تجاوباً من قبل فخامة الرئيس بأن يسارع الي اختيار شخصية وطنية كفؤة وفعالة ومخلصة لله وللوطن ومن الموثوق فيهم تمهيداً لتعيينه نائباً له، حيث ان المرحلة التي يمر بها الوطن تقتضي عمل ذلك، هذا من جانب، وكذا قطع الطريق أمام المتربصيين بالوطن وأهله الذين يشْخصون بأبصارهم تارة ويحبسون أنفاسهم تارة أخرى لعلهم يتحسسون خبراً يشفي غليلهم في انفراط عقد السلطة، وبالتالي أتمنى ان يوفق الرئيس في اختيار نائبه وآمل ان ينصب اختياره على أحد شخصين سجلاتهما حافلة بالعطاء والانجاز وهما الدكتور عبد الكريم الإرياني والدكتور ياسين سعيد نعمان فهاتان الشخصيتان كلاهما قامة وطنية وعلم من أعلام اليمن ومناراتها، فاذا ما غابا عن الانظار واختفيا عن المشهد تلخبط كل شئ ولا يمكن الاستغناء عن اي منهما.
وقد يكون الدكتور الإرياني الأوفر حظاً اذا ما عزم الرئيس على الأمر، وهذا لايعني اننا نقلل من شخصية ومكانة الدكتور ياسين، ولكن اختيار الارياني لهذا المكان له علاقه بإحداث توازن في ادارة الدولة بين المحافظات الشمالية والجنوبية حتى لا يتقول المتقولون في حالة تعيين الدكتور ياسين إن الجنوبيين قد استحوذوا على كل قيادات الدولة، هذا من ناحية؛ ولأن الرئس هادي سيفاجئ خصومه في المؤتمر ويسارع الى مكافأة الدكتور الإرياني بهذا المنصب الذي لطالما وقف بجانبه طيلة الأزمة وعلى الدوام وتعرض للعديد من الانتقادات اللاذعة وأحياناً الشتائم بسبب تأييده ووقوفه مع الرئس هادي من ناحية اخرى.