استنكرت أحزاب اللقاء المشترك ما تضمنته كلمة رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح التي ألقاها في محافظة تعز الخميس الفائت . ووصفتها ب " الانفعالية " وفي بيان صادر عن اجتماعه الدوري السبت – تلقى المصدر أونلاين نسخة منه – قال المشترك إن الدلالات الخطيرة التي فاضت بها ما وصفها كلمة الرئيس والتوصيفات والاتهامات النزقة غمر خلالها ولمز مختلف القوى السياسية ووجه الرسائل المبطنة بالعنف مما يدل على الرغبة في مزيد من تأزيم الأوضاع وباتجاهات غير مأمونة العواقب انعكست سلباً على الرأي العام اليمني وتزيد من منسوب التوترات والاحتقانات . وحذر المجلس الأعلى للمشترك السلطة من استخدام الورقة الدينية والمذهبية وتسخير هذه المكونات الوطنية في لعبة الصراع السياسي وخلق مناخات عدائية خطيرة تنعكس سلباً على حاضر الوطن ومستقبلة . معبراً عن استغرابه لاستمرار نهج السلطة اللعب والتلاعب بهذه الورقة . لافتاً إلى إن ذلك سيؤثر على الدور الإرشادي والتوجيهي لهذه الفئات وتزيد من حجم المخاطر والانعكاسات السلبية للأزمات القائمة وتغذيها بأزمات جديدة . ويأتي ذلك في إشارة إلى استخدام السلطة للجماعات السلفية التي عقدت الملتقى السلفي العام على مدى يومي الأربعاء والخميس الماضيين ، لمناقشة التحديات الراهنة التي تواجهها الوحدة اليمنية . ويعد هذا الملتقى الأول من نوعه لهذه الجماعات إذ لم يسبق لها إن تحدثت علناً عن تدخلها في الشئون السياسية في البلاد . وإلى ذلك ، جدد المشترك إدانته لاستهداف السلطة للمتظاهرين في المحافظات الجنوبية بأعمال العنف والقمع والاعتقالات التي طالت العشرات ، مطالباً السلطة بالكف عن مثل هذه الأساليب التي تعمق الأزمة الوطنية في النفوس والقلوب . وحذر من تبعية الاستمرار في مثل هذه السياسات الخاطئة المدمرة التي تولد الصراعات بين الفئات والجماعات المختلفة بتشكيل ما أسمي بلجان الدفاع عن الوحدة ، مطالباً إياها بالإفراج عن المعتقلين على ذمة الحراك السلمي أو حرب صعدة ووقف المحاكمات الصورية وإشاعة أجواء السلام والطمأنينة ووقف حملات التعبئة والتحريض والكراهية في وسائل الإعلام الرسمية .
وأجرت الهيئة التنفيذية للمشترك عملية تدوير موقعي رئيس المجلس الأعلى والناطق الرسمي حيث تسلم أمين عام حزب الحق حسن محمد زيد رئاسة المجلس الأعلى للقاء المشترك خلفاً لسلطان العتواني ، وتسلم رئيس مكتب العلاقات الوطنية والسياسية بحزب البعث نائف القانص موقع الناطق الرسمي للقاء المشترك ورئيساً للهيئة التنفيذية خلفاً لمحمد المنصور .
وكان الرئيس قد شن هجوماً حاداً على الأحزاب السياسية وقيادات الحراك الجنوبي أثناء خطاب له بمحافظة تعز الخميس الفائت . وقال الرئيس إن من وصفهم ب " العناصر المرتدة عن الوحدة " مصابون بفيروس الخنازير و" سنحاصرهم ونعالجهم بحراس الوحدة والأطباء المخلصين " . وقال إن الشعب اليمني يفهم الصغيرة والكبيرة ولم يعد ذلك الشعب الذي كانوا يجهلونه أيام النظام الأمامي وأيام النظام الشمولي الشطري القهري. وأشار إلى من يقوم بمثل هذه الأعمال بأنهم جهلة ومخدوعون ومهبولون، ولا يعرفون ما يترتب على هذه الفتن وإشعال الحرائق، وبالمقابل نحن نعرف تبعات إشعال الحرائق فليكن مثل هؤلاء الناس مريضا عليه أن يمرض في بيته، أفرز سمومك في مسكنك لا تفرزه على الجمهور، لأن ما يترتب على إفراز هذه الأمراض هو إراقة الدماء، تدمير الاقتصاد الوطني، شرخ الوحدة الوطنية، انعدام الثقة بين كل مواطن ومواطن ولكن خير لكم ابتعدوا عن ثقافة الكراهية والوقاحة.
وقال الرئيس علي صالح في هذا السياق إن مثل هؤلاء كل واحد منهم يبحث لنفسه عن دور ويطمح إلى السلطة، فيما أن السلطة في حقيقتها مغرم وليست مغنما وأنه يشبه من يجلس على كرسي الحكم والسلطة في اليمن مثل من يرقص على رؤوس الثعابين. واستطرد قائلا: هؤلاء غير مجربين ومجانين وبحاجة إلى أطباء نفسانيين يعالجونهم نفسيا، فالسلطة ليست مزيدا من ابتزاز الوطن وابتزاز مزيد من المال والثراء غير المشروع . لكن الرئيس قال حيال بعض المطالب إذا ما كان هناك أخطاء أو سلبيات فلماذا لا تناقش عبر المؤسسات الدستورية فنحن بلد مؤسسي وليس عصابات فلا نرجع إلى المربع الأول مثلما كنا بعد الثورة حينما انعقدت مؤتمرات خمر وعمران والجند ومؤتمر الصرارة، إن من يدعو إلى مثل هذا الأمر صاحب عقلية قديمة رجعية متخلفة. وفي ذلك إشارة إلى ملتقى التشاور الوطني الذي تزعمه الشيخ حميد الأحمر .