مدت أزمة شح الغاز في جدة على مدار الأربعة أيام يدها لتضرب مكة بعد أن ازداد الطلب على الغاز وسط إغلاق محلات عبوات الغاز أبوابها لعجز ناقلات الغاز عن توفير الكميات المطلوبة من شركة الغاز والتصنيع الأهلية. وأدت أزمة الغاز التي بدأت في مدينة جدة وانتقلت لمكة إلى ظهور سوق سوداء لبيع أسطوانات الغاز ليصل سعر الأسطوانة إلى 100 ريال (الدولار يعادل 3.75 ريال). وكشف مصدر لموقع قناة العرب أن أسباب الأزمة تعود إلى ضعف إنتاجية الخطوط في شركة الغاز بعد تسريح عدد من العمالة الأجنبية وإصدار قرارات من قيادات في الشركة أفضت إلى تخفيض العلاوة السنوية للموظفين السعوديين بنسبة 90% واحتسابها بمعدل 0.025%.
القرار الذي تم اعتباره بحسب الموظفين قراراً تعسفياً أدى إلى ضعف إنتاجية الخطوط، إذ بلغ حجم إنتاجية الخطوط بعد صدور القرار 4 آلاف للخط الواحد، بينما كان إنتاج الخط الواحد قبل صدور القرار قرابة 11 ألفا بانخفاض في الإنتاج يصل إلى 65% ساهم في خلق أزمة شح في الأسواق.
تعديل العلاوات من جهته أكد نائب رئيس مجلس إدارة شركة الغاز والتصنيع الأهلية الدكتور رائد عبدالله الحقيل أن العلاوة السنوية تم التعديل على آليتها لتكون موجهة لمن يساعد في رفع الإنتاجية، وألا توزع بشكل عشوائي كما في السابق.
وأوضح أن المجلس عاد وراجع العلاوة وتفاصيلها مجدداً، موضحاً أن الفارق وصل إلى 50% عن السابق، على أن يتم ربطها بدراسة شاملة لعملية التقييم، مشيراً إلى أن هدف المجلس نبيل وعادل.
ونو�'ه إلى أنه بإمكان الموظف الذي يشعر بمظلومية، الاتجاه إلى وزارة العمل للتحقق من الظلم بدلاً من إلحاق الضرر بالمستهلكين، نافياً في الوقت ذاته الأنباء الرائجة عن إقالة شركة الغاز لرئيس مجلس إدارتها سلمان الجشي.
عمالة مؤقتة وأكد الدكتور الحقيل انتهاء الأمة خلال الثلاثة أيام القادمة، مستنداً إلى البيانات اليومية، موضحاً أن الصيانة الدورية في مصفاة ينبع السنوية أثرت على الإمدادات لكن بعد عودتها سوف تساعد علي تخفيف الأزمة.
وأشار الحقيل إلى إضافة عمالة مؤقتة وتدريب مسؤولي أمن السلامة للعمل في خطوط الإنتاج والاستعانة بعمال من المركز الرئيسي وفروع مختلفة لزيادة الإنتاجية، مناشداً الموظفين الموجودين في الفرع بالتفاني أكثر، مشيراً أن التغير دائماً يخضع للمقاومة من الموظفين. وكشفت مصادر داخل فرع الشركة بجدة عن تدخل ثلاث جهات حكومية "إمارة منطقة مكة ووزارة التجارة ووزارة العمل" لفرع الشركة الغاز في جدة للوقوف على حقيقة مسببات الأزمة وإضراب بعض الموظفين السعوديين عن العمل.
التصريح للإعلام وبي�'نت المصادر أن إمارة مكة أخذت تعهدات خطية على الموظفين بعدم الإدلاء بتصاريح للإعلام حول الأزمة إلى أن يتم حلها، لاسيما أن وزارة التجارة أثبتت جديتها بعد أن رفع فرع وزارة التجارة تقارير إلى الوزارة تم على إثرها استدعاء المسؤولين في الشركة، ومن المتوقع أن تتخذ وزارة العمل عدداً من العقوبات بحق الشركة خاصة في المخالفات المتعلقة بزيادة ساعات الدوام والإلزام بالدوام في أوقات الإجازة الأسبوعية.
وطالت أزمة شح الغاز الأهالي وباتت مهددة للمطاعم والمخابز التي تتمتع بكميات من العبوات الاحتياطية لا تقل عن 10 عبوات بعد نفاد كامل العبوات الاحتياطية.
استمرار الأزمة وقال مالك أحد المطاعم في مكة إنه أخذ موعداً مؤكداً من إحدى ناقلات الغاز المتعهدة بإيصالها عند الساعة الثالث فجراً ولم يأتِ بها، مؤكداً أنه سيضطر للتوقف عن العمل والإغلاق بعد نفاد الغاز الاحتياطي لديه فيما لو استمرت الأزمة.
ومن جهته أكد نائب اللجنة الوطنية للمخابز فايز حمادة لموقع قناة العرب أنه اضطر إلى جلب عبوات الغاز لصالح المخابز التي يملكها والمخابز التي تعاني وتواصلت معه لحل الأزمة من مدينة "ينبع" التي تبعد عن مدينة مكة 340 كيلومتراً، مؤكداً أن العبوات المتوافرة هناك من الأحجام الصغير التي لا تناسب المخابز.
وأكد أن هذه الأزمة لأول مرة تحدث خلال 52 سنة يعمل خلالها في قطاع المخابز، مؤكداً أن أكثر 1200 مخبز مهددة خاصة التي تستعمل الغاز وسيزداد الضغط على المخابز التي تعتمد على الكيروسين في تشغيلها.