تداول نشطاء وحقوقيون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لتعذيب جماعة الحوثيين فؤاد الهمداني وصالح البشيري، بأساليب قمعية فظيعة، وعلى إثر ذلك لقي البشيري مصرعه فيما يرقد الهمداني في العناية المركزة. بيد إن الغريب في الأمر أن ينبري أحد منظري الجماعة وأحد الصحافيين، باستفهام انكاري موسوم بالسخرية، حول مكامن تعذيب جلادي الحوثيين ضحاياهم، يقول محمد المقالح في منشور له على صفحته على موقع «فيسبوك»؛ «أشتي أعرف ليش الحوثيين يعذبوا الناس بمؤخراتهم...........كما كل صور التعذيب التي نشرها الاصلاح عن وحشية الحوثيين مع المختطفين كانت في المؤخرات!».
نشط الهمداني في مظاهرات من أجل الافراج عن المقالح إبان اعتقاله من قِبل نظام علي عبدالله صالح، ويظهر الأول إلى جوار الأخير بعد الافراج عنه.
بعد سنوات تنكر المقالح لنضال الهمداني، واليوم يسخر من قصة تعذيبه، لا لشيء سوى أن المتهم بالتعذيب هو سيده وجماعته التي يناصرها على أساس طائفي على الرغم من دعيته بيساريته.
علق عمرو النهمي «يا محمد المقالح.. عندما كنت في المعتقل خرج هذا الشاب (المعذب)، للاعتصام أمام مجلس الوزراء من أجل الافراج عنك، ولدينا تصريح مسجل باسم زوجتك وهي تشكر توكل كرمان، و(هذا الشاب الذي لا أعرف اسمه كاملاً (مشيرة بيدها إليه)، لكني عرفته من خلال مشاركته في الاعتصامات إن اسمه فؤاد).
ويعلق خليد المشرقي «لقد شهدت مع هذا الشاب الثائر الذي تسخر منه وقفة احتجاجية لأجل الافراج عنك»، ويضيف عمران شهبين «هذا فؤاد الهمداني الذي ناضل لأجلك».
ويضيف «ولو ناسي بفكرك، وخذ صورة فؤاد واعرضها على زوجتك الكريمة التي كانت تحضر معنا الاعتصامات أمام رئاسة الوزراء واسألها كم ناضل لأجلك عندما كنت في السجن (...) وهو مفصول من عمله منذ 2010، على خلفية مشاركته في المظاهرات التي كانت تقام لأجل الصحفيين المنتهكة حقوقهم، وأصحاب الجعاشن، وكنا ننتظر منك بعد أن عجزت ثورة فبراير ان تعيد له راتبه ووظيفته لا أن تسخر منه».
ويقول عمران شهبين للمقالح «عيب يا أستاذ محمد (أستاذ؟) هذا لا يليق بك»، يرد المقالح «ايش اللي عيب؟!!»، ينشر شهبين عدة صور لفؤاد الهمداني ويقول إنه كان يهتف: «علمنا يا المقالح علمنا زين.. عالنضال والكفاح علمنا زين».
وعثر سكان أمس الجمعة على الناشط فؤاد الهمداني وهو مغمي عليه ومرمي في أحد شوارع العاصمة صنعاء، بعد نحو أسبوعين من اختطافه على يد الحوثيين وتعرضه للتعذيب.
وأظهرت صور آثار تعذيب شديد تعرضها لها الهمداني بعد اختطافه من قبل الحوثيين، وظلت وقائع التعذيب والاختطاف التي يرتكبها الحوثيون محل تكذيب للصحافيين الموالين للجماعة.
وعثر صباح اليوم على أربعة شباب من نشطاء الثورة، وهم على طاهر الفقيه وعبدالجليل الصباري ومنصور النظامي إلى جانب صالح البشري، في أحد شوارع العاصمة صنعاء في حالة إغماء بعد إخفاءهم وتعذيبهم لثلاثة أيام من قبل الحوثيين.
وعقب ذلك تم نقلهم الى مستشفى أهلي بالعاصمة صنعاء، وتوفى صالح البشري على الفور.