أطلقت منظمة صحفيات بلا قيود يوم الثلاثاء تقريرها السنوي حول الحريات الصحفية والانتهاكات الواقعة بحق الصحفيين والإعلاميين للعام 2014. وكشف التقرير السنوي عن 150 حالة انتهاك تعرض لها الصحفيون والإعلاميون تنوعت بين القتل والاعتداء بالضرب واقتحام المؤسسات الإعلامية واعتقال الصحفيين والتهديد بالقتل والضرب والحرمان من الحقوق والفصل التعسفي وغيرها من الانتهاكات.
وقال نقيب الصحفيين الأسبق عبدالباري طاهر في ندوة إطلاق التقرير إن اليمن أمام محنة كبرى وان الانتهاكات التي احتوى عليها التقرير تسابق الزمن.
وأشار طاهر الى ان التقرير يغص بوقائع فاجعة بدئاً بالتهديد والشتم مروراً بالضرب والاعتداء والنهب وصولاً الى التعذيب والقتل معتبرا ذلك شاهد ان نهج وممارسة وسلوك أنصار الله لا يختلف في قليل او كثير عن حكم الوفاق في الاعوام الثلاثة أو حكم عبد ربه منصور هادي.
وقال في بلدنا اليمن لا يكمن الحديث عن تعددية سياسية وحزبية الا عبر مساحة حرية الرأي والتعبير، ولا يمكن التصدي لغليان الفساد والاستبداد الا عبر الحريات الصحفية
وقالت المدير التنفيذي لمنظمة صحفيات بلا قيود بشرى الصرابي أن تدهور الوضع السياسي، وسيطرة ميليشيا الحوثي على مقاليد الأمر في البلاد تسبب في تغيير بيئة العمل الصحفي بحيث أصبح أكثر خطورة من ذي قبل، فميليشيا الحوثي تتعامل بعنف مع وسائل الإعلام والصحفيين الذين لا يتبنوا وجهات نظرها.
وأشارت إلى أن تقرير المنظمة يأتي متزامنا مع ارتفاع معدلات الانتهاكات التي تتعرض لها الدولة هذه المرة على أيدي ميليشيا الحوثي وأيدي مسؤولين تخلوا عن مسؤولياتهم الوطنية في سابقة لم تحدث من قبل. وقالت الصرابي ان الحكومات التي تعادي حرية التعبير لا تحظى بأي قدر من الاحترام، لذا تسعى السلطات المستبدة إلى تدجين الصحافة والصحفيين حتى لا يتم تبني توجهات تخالف سياساتها غير المشروعة.
وذكر التقرير ان الانتهاكات الواقعة بحق الصحفيين والإعلاميين ووسائل الإعلام المختلفة تزايدت يومياً بعد أخر ومن كثير من الجهات، ودخل على خط الانتهاكات الواقعة بحق الصحفيين هذا العام جماعة الحوثي وخاصة بعد الحادي والعشرين من سبتمبر بعد احتلال العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات من قبل جماعة الحوثي
وحسب التقرير فقد دخلت اليمن بعد 21 سبتمبر مرحلة جديدة تمثلت في قمع الحريات الإعلامية والصحفية ومعاقبة كل من يعارض جماعة الحوثي التي باتت اليوم تسيطر على وسائل الإعلام الرسمية.
واعتبر التقرير ضعف الحكومة والدولة بشكل عام ساعد الجماعات المسلحة التي باتت اليوم تتحكم في القرار السياسي والإعلامي في التمادي على قمع الحريات والحقوق وتصدرت جماعة الحوثي الانتهاكات بحق الصحفيين والاعلامين والوسائل الصحفية والإعلامية.
وأوضح التقرير ان الانتهاكات تدخلت فيها قوى كثيرة مارسته بشكل فاضح إذ لم تقتصر الانتهاكات على الأجهزة الأمنية والعسكرية وعلى جماعة الحوثي فقط بل أن هناك مجهولين مارسوا جزءا من الانتهاكات.
وأضاف التقرير إن بعض المؤسسات الإعلامية التي مارست الانتهاكات بحق الصحفيين والصحفيات الإعلاميات والإعلاميين على السواء، فقد فُصل بعض الصحفيين من أعمالهم وأوقف بعضهم بسبب آرائهم ومواقفهم وكلها تصب في نهاية المطاف في حرمان الصحفيين والإعلاميين من حقهم في ممارسة العمل الصحفي بمهنية. وبين التقرير ان العاصمة صنعاء حظيت بالنصيب الأكبر من الانتهاكات اذ بلغت (101) حالة انتهاك وبنسبة (67.33%) وتوزعت بين القتل والاقتحام والتهديد والضرب والملاحقة والفصل من العمل والاعتقال ومحاولة القتل والتهديد، إلى الاعتداء على ممتلكات الصحفيين، وغيرها من الانتهاكات.
تليها محافظة عدن ب(15) حالة انتهاك وشكلت ما نسبته (10%) ثم محافظة الحديدة ب(9) حالات انتهاك وشكلت ما نسبته (6%) . وفي عمران (7) حالات انتهاك وشكلت ما نسبته (4.67%) فيما محافظتي تعز ولحج بأربع حالات انتهاك لكل واحدة منها وشكلت ما نسبته (2.67%)، أما محافظة الضالع فبلغت عدد حالات الانتهاك فيها (3) حالات انتهاك وشكلت ما نسبته (2%) وتأتي محافظاتالبيضاء، ذمار وإب بحالتي لكل منها وشكلت ما نسبته (1.33%) وحالة واحدة لكل من حضرموت وشبوه وشكلت ما نسبته (0.67%).
وحسب تقرير العام 2014م فان الانتهاكات ضد الصحفيين والإعلاميين بلغ في شهر يناير (3)حالات وبنسبة (2%) من إجمالي الانتهاكات الواردة في الجدول العام , وبلغت في فبراير (21) حالة انتهاك وبنسبة (14%) أما مارس فبلغت (18) حالة انتهاك وبنسبة (12%) وفي أبريل بلغت أربع حالات وبنسبة (2.67%).
في حين بلغ عدد حالات الانتهاك في شهر مايو (8) حالات وبنسبة (5.33%) وبلغت الانتهاكات في شهر يونيو (11) حالة انتهاك وبنسبة (7.33%) أما شهر يوليو فبلغت الانتهاكات (3) حالات وبنسبة (2%) أما الانتهاكات في شهر أغسطس بلغت (14) حالة انتهاك وبنسبة (9.33%) وفي شهر سبتمبر بلغت (13) حالة انتهاك وبنسبة (8.67%) و شهر أكتوبر فبلغت الانتهاكات (20)حالة انتهاك وبنسبة (13.33%) ويعتبر شهر نوفمبر أعلى شهر حدثت فيه الانتهاكات إذ بلغت (26) حالة انتهاك وبنسبة (17.33%) أما شهر ديسمبر فبلغت حالات الانتهاك فيه (9) حالات وبنسبة (6%).
وأشار التقرير إلى أن عملية الرصد لحالات الانتهاكات الواقعة بحق الصحفيين والإعلاميين والوسائل الإعلامية قام بها راصدون وباحثون ميدانيون إلى مواقع حدوث الانتهاكات.