احترس إذا كنت تسير في احد شوارع العاصمة من " مصفق " ، لأنك ستكون في لحظه محل للسخرية ، وستكون في لحظات قليلة بعدها عدو للوطن ، واحتمال هو الأقرب للصواب ، سوف يثيرون ضدك القضايا ، ولا استبعد أبدا أن يقذف بك " مصفق " من الحافلة وهي تسير ، وسوف يجزم بقية المصفقين المتفرجين بأنك قلت " على جنب " ثلاثاً ، غير آبهين ببلاده القانون الذي سيقر بدوره أن الدستور قد تغير ، وأنه بسبب الزحام قررت الجهات المسئولة السماح بقذف الركاب الذين يرغبون بالنزول ، من باب الحرية وعدم ضياع الوقت ، وسيصف الإعلام الرسمي ذلك بالمشهد الوطني .! كل البدايات لما نحن فيه في اليمن بدأت بتصفيق حار ، رجت الأركان تصفيقات مدوية ، ضجت الآذان ، استخفت بمشاعر المظلومين ، بل ألغت كل القيعان ، حولت الشعب إلى مهمل عار كسلان ، ينام ويصحو سنوات على أرجوحة غداً سيكون على ما يرام ، يتناول المحللون السياسيون الوضع الحالي أكثر عقلانية منا ، ونركن لهم مطمئنين ، متناسيين عمداً أنهم يكذبون .
إصلاح، وحدة، أعداء، مصالح، أطماع، حاقدون لا يريدون لهذا البلد الأمين، أن يعيش بقية عمره سجين!
هكذا يقولوا لنا بالمفتوح ، مفاتيح البلاد بيد السلطان والسجان ، الخراب في كل ركن وزاوية ، وهم يعلمون أننا لا يمكن أن نقتنع بما لا نحسه ونستشعره من خلال الواقع ، ولكنهم مفوضين أنفسهم بمصالحهم عن الشعب المسكين ، ويعرفون أن المساكين ليسو مغفلين ،ولكن يسمعونهم مديح وتراتيل ، عبر الأثير، وعبر الحمير أحيانا ، ليقولوا لهم " موتوا بغيظكم ، وانسوا حقوقكم وأموالكم ، وسنوات ضياعكم ، وجثمان أحلامكم ، عيشوا على الهامش ، كونوا مجرد غرباء على أرضِكم ، لا تعيروا اهتمام مستقبل أطفالكم ، ولا حتى شبابكم وبناتكم ، باختصار موتوا بغيظكم " !!!
سنحل قضايا البلد من خلال المهدئات والمنفرات، هذه هي الحيلة الرثة، حتى يغدو كل من يدعو للتعامل مع مجموعة مواطنين أبادوا البلد عن بكرة أبيها، بالطريقة التي تناسبهم، واستعادة الوطن لكل المواطنين بأنه يسعى لتخريب البلاد !!!
وكم أتمنى فعلاً لو أن مصفق واحد قادر على الإقناع، بأن هناك مكان واحد على ارض الوطن حالياً ليس هو الخراب.
خلاصة القول أيها الشعب النائم والمسلوب والباكي والشاكي والحساس في نفس الوقت ! إذا كنت يوماً مطالباً بحق ورأيت أناس آخرون يتقدمون الصفوف ، ويشقون الصعاب المستحيلة ، ويحصلون على حقوقك وأنت مازلت تقبع على عتبات الانتظار ، فأعلم أنك أنت من جعلت المصفقون أولاً !