فرقت قوات الأمن في حضرموت صباح اليوم اعتصاماً للمئات من مالكي المحلات التجارية الذين ينتمون للمحافظات الشمالية أقاموه أمام القصر الجمهوري بالمكلا احتجاجاً على عدم تعويضهم عما لحق بهم من خسائر جراء تعرض محلاتهم للاعتداء وحرقها على يد مسلحون مجهولون خلال الأيام القليلة الماضية. وقال حمود الشرعبي رئيس جمعية رعاية التجار المتضررين في حضرموت ل"المصدر أونلاين" إن قوات الأمن اعتقلت عدد من المعتصمين، قبل أن تفرج عنهم في وقت لاحق، في حين لم تلتف السلطات المحلية إلى مطالبهم بحجة أنهم شماليون، كما لم يسمح لهم بلقاء الرئيس الذي يزور المحافظة منذ خمسة أيام". متهماً الشرطة باستخدام العنف في تفريق المعتصمين، وقال "إن 20 طقماً عسكرياً قام بتفريقهم مستخدماً الهروات والعصي".
وطالب الشرعبي السلطات المحلية بتعويضهم عن الخسائر التي تكبدوها جراء أعمال الشغب التي قام بها مجهولون وطالت محلاتهم التجارية دون ذنب لهم، وقال ل"المصدر أونلاين" تعرضنا لخسائر فادحة تصل إلى أكثر من 500 مليون ريال". ودعا السلطات إلى تحقيق المواطنة المتساوية، قائلاً "نشتي نكون مثل بقية المواطنين، فالدولة لم تعوضنا ريال واحد سواءً عندما جرفت السيول محلاتنا أو عندما أضرم المخربون النار في محلاتنا". وأكد الشرعبي أن اعتصام التجار المتضررين سيظل مفتوحاً، وبشكل يومي، حتى يتم تعويضهم أسوة بغيرهم. وإذ تمنى الشرعبي على الرئيس علي عبدالله صالح أن يوجه بتعويضهم عما لحق بهم من أضرار، قال "الرئيس أفرج عن المعتقلين من السجون، ونحن نتمنى أن يعوضنا وأن نأمن على أنفسنا في مقرات عملنا حتى نستطيع أن نوفر لقمة العيش لأسرنا". ويأتي احتجاج التجار بالتزامن مع زيارة الرئيس علي عبدالله صالح لمدينة المكلا التي وصلها الأحد الفائت، عائداً من الدوحة. ووجه الرئيس صالح اليوم الخميس السلطات المحلية في حضرموت (جنوب اليمن) بالإفراج عن جميع الموقوفين من أنصار الحراك على ذمة "أحداث الشغب وأعمال الفوضى وارتكاب أعمال خارجة عن النظام والقانون". ويعد التجار المعتصمين ضحايا لتك الأحداث التي شهدتها مدينة المكلا في سياق الاحتجاجات التي يقودها الحراك في المحافظات الجنوبية، وتعرضت عدد من المحلات التجارية التي يملكها شماليون في كل من المكلا ومدينة الحوطة في لحج للنهب والإحراق ما أدى إلى تكبدهم خسائر مالية باهضة. لكن قوى الحراك تنفي أن تكون العناصر التي تعتدي على محلات المواطنين تابعة لها، وتقول أنها مدسوسة من السلطات اليمنية. وجاء توجيه الرئيس بالإفراج عن المعتقلين أثناء لقاءه بقيادة السلطة المحلية واللجنة الأمنية ومسؤولي النيابة العامة بمحافظة حضرموت اليوم في القصر الجمهوري بالمكلا، وذلك بما يضمن إعطائهم فرصة لعدم العودة إلى ارتكاب مثل تلك الأعمال. حسبما أوردت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ). كما وجه الرئيس صالح قيادة المحافظة بإحالة من ارتكبوا أعمالا جنائية كالقتل أو إحراق بعض المحلات التجارية إلى القضاء لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم. وقالت المصادر الرسمية، إن الرئيس ناقش خلال اللقاء القضايا المتصلة بالعناصر الموقوفة على ذمة أحداث الشغب والفوضى والخروج عن النظام والقانون، بالإضافة الى مناقشة العديد من القضايا والموضوعات المتصلة بأعمال السلطة المحلية وانشطتها والقضايا التي تهم المواطنين في المحافظة.