« من لم يغتنِ في عهد علي عبد الله صالح ليس هناك من فرصة بعدها» مقولة لدولة رئيس الوزراء الأسبق الأستاذ عبد القادر باجمال. من يتسلم الوظيفة العامة في يمن علي عبد الله صالح يشعر بعدم الاستقرار والأمن الوظيفي، لذا ينزع عن ذاته حب الوطن والتفاني من أجل خدمته، ويتناسى أن الوظيفة خدمة عامة، يجب أن تكون مكرّسة لخدمة الوطن والمواطن، ويكون الموظف عامل بناء لا هدم، وحارساً أميناً على ما بين يديه من مهام، لكن الحال ينتهي به إلى التمحور حول ذاته، و«هبر» كل ما تقع عليه يداه من فرصة للتملك والحيازة. هذا بفعل سياسة رأس النظام الذي ظل الشعب- بعامته ونخبه- بعيداً عن الإدراك أنه سبب في تخلفنا طيلة فترة حكمة، ربما إلى قبيل الانتخابات الرئاسية 2006، وهو بعيد عن سبب حقيقة ما يجري في البلاد من هرولة نحو الهدم والبلطجة. وكان تركيز الصحافة والسياسيين على نقد من يتولى الحكومة وأعضائها، ورغم كفاءة-ربما- كل من تولى تلك المهام من الناحية العلمية والفلسفية والخبرة، بغض النظر عن ميوعة الضمير، حين يقبل أن يكون ديكوراً وعصا بيد غيره من عبد العزيز عبد الغني إلى عبد الكريم الإرياني إلى باجمال وأخيرا علي مجور؛ فكلهم- حسب ظني- على اقتدار إن وجدوا الاطمئنان والصلاحيات الكاملة في اتخاذ القرار. هل وعى الشعب أخيراً من يحكم؟ وأن الحكومة ما هي إلا موظفون ليس لهم من الأمر شيء. نحن اليوم بمستوى هذا الوعي عن مسئولية ما يجري في البلد، ونقول لرأس النظام: كفى إلى هنا وأمامك فرصة للتوبة، فمزيد من الوعي إن امتدّ بك العمر أن ترى سوء ما اقترفت بحق الشعب، بسياسة فرق تسد وطرق الاسترضاءات قد ألجمتك اليوم، فلعل ما يحدث على امتداد الوطن سببه فقدان مصالح شخصيات قرُبت منك يوماً عبر مناصب سمّتها وصنعتها لهم حاشيتك التي لا تريد دولة القانون بقدر ما تلعب شطرنج على رقعة الوطن، فهل للحراك الجنوبي علاقة بحسين عرب والحسني أو عبد القادر باجمال؟ وهل لحرب صعدة علاقة بذهاب يحيى المتوكل؟ خُسرانك في الاتجاه الوطني ودولة المؤسسات وسيادة القانون والديمقراطية ربحٌ لك إلى بعد الممات، وما تظنه بنهجك الحالي بطرق الكذب الواضح- غنيمة، هو الهاوية وسوء المآل، فاختر لذاتك الطريق.