في كل الأحوال، القتال بلا قيادة، هزيمة حتمية، لأن الحماسة وحدها ليست كفيلة بالنصر. غير بث الروح المعنوية، القيادة وظيفة تنظيمية وتعبوية للقوات والقدرات والامكانات المادية والروحية. الشباب في عدن يقاتلون بروح التضحية والتحدي التي تسكنهم، فيفعلون الكثير بعتاد وسلاح بسيط، لكن " الله يقف مع الكتيبة الاكثر تنظيما " كما قال نابليون ! حتى الذين يتحدثون عن خذلان المحافظات الشمالية كتعز وإب، عليهم التوقف امام هذا السؤال :ماذا بوسع مواطنيين يموتون حزنا وهم يرون كل هذه الغطرسة، ويراد منهم القتال في معركة لا يمتلكون وسائلها. كيف يمكن لناس في محافظة او مدينة ان يقاتلوا، بلا سلاح، ولا موارد؟ كيف يمكن الانخراط في معركة تأمين كرسي الرئيس المسترخي في الرياض، في وقت لا يستطيع الناس تأمين حبة القمح لأطفالهم. هل تعلمون معنى المواجهة ؟ انها معركة اللاعودة، ويجب ان يذهب الناس اليها وهم يعرفون ماذا يفعلون، وإلا تغدو انتحارا. في مقابل جيش منظم وميليشيا مدربة، بيدها مفاتيح المال والسلاح، هل هناك طرف آخر يعمل على الأرض من اجل توفير الحد الأدنى من هذه الامكانيات في المناطق الأخرى لكي يجروء على العتاب ؟ انا ضد الحرب، لكنها اذا فرضت على الناس، فعليهم ان يذهبوا اليها وهم مستعدون بالحد الأدنى من وسائلها. القتال يعني معركة بين أطراف تتحمل مسؤولية الدم على الارض والمواقف في المفاوضات، والمؤنة على طاولة الطعام . دعونا نقولها بصراحة: الطرف الوحيد الذي يعرف ماذا يريد ويشتغل على الارض لتحقيق أهدافه هو تحالف " حوفاش" . غير ذلك محض هراء. ماذا يفعل هادي في الرياض، غير طلب عدم التوقف عن الضربات الجوية ؟ كم مرة تواصل مع الناس في هذه المحافظات، وعرض توفير الموارد اللازمة للمواجهة مثلا ؟ ماذا فعل في عدن ، وقد تركها لمصيرها، ولم يؤسس حتى لقيادة عسكرية بسيطة منظمة، وتقول المعلومات إن لجانه منعت تسليح المواطنين عندما كان مقيما في المدينة قبل ان يفر؟ انا لا أقلل من شأن تضحيات وجسارة ابناء عدن، فليس أمامهم سوى هذا الخيار الذي فرضه العدوان على المدينة المسالمة. احاول التماس عذر لأبناء المحافظات الاخرى الذي يذوون كمدا وهم يتحسرون على ماآلت اليه الامور، وعاجزون عن فعل شيئ جيد، غير التضامن والخروج السلمي . قبل ايام اعلن متقاعدون عسكريون ومتطوعون في مناطق جبل حبشي والتربة وعديد مناطق في الحجرية، بتعز، استعدادهم للقتال وتحرير لحجوعدن من قوات صالح الحوثي. فقط ، طالبوا بامدادهم بالسلاح والمؤنة، فمن استجاب للدعوة؟ وعندما كان هادي في عدن طالب وفد من تعز بتجنيد شباب المحافظة، فقتلهم الرجل ببروده ! غير هؤلاء ، كثر في جميع المحافظات، لكن الحرب ليست نزهة. المعركة تحتاج الى قائد، ديناميكي، مؤثر، وحاضر على الدوام، وامكانات تسليح ومال، وهادي أسوأ رجل يمكن الاعتماد عليه في هذا الشأن .