حينما اندلعت شرارة الحرب الأولى في يونيو 2004 اعتمد الحوثيون خلالها على الأسلحة التقليدية التي كانت بحوزتهم والتي اعتاد السكان المحليون على اقتنائها بالإضافة إلى عدد من الرشاشات التي كانت تنحصر على منطقة مران مديرية حيدان. في الحرب الثانية، مارس 2005م، والتي تولى قيادتها عبدالله عيضة الرزامي بمديرية كتاف اقتصر فيها الحوثي على السلاح التقليدي. وفي أواخر نوفمبر 2005 كان الحوثي قد استعد جيداً لخوض الحرب الثالثة التي تسبب بإشعالها باستهدافه لسيارات أمنية في منطقة الخفجي بمديرية سحار. وفي هذه الحرب كان التنظيم قد بدأ في مرحلة تركيب وتجيمع تلك الصواريخ التي وصلت إليه كقطع متفرقة.
كما قام التنظيم خلال هذه الحرب بتصنيع الألغام عبر خبراء أجانب. وبعد أن انتهت الحرب الثالثة في 28 فبراير 2006، بتوقيع الطرفين على وثيقة صلح، حدثت طفرة كبيرة لدى الحوثيين الذين وصلتهم إمدادات من مختلف الأسلحة.. يقول القيادي المنشق عن الحوثيين الشيخ عبدالله المحدون: "أثناء الإعداد للحرب الرابعة وصلنا دعم لا محدود من الأسلحة والمال والتموين". وبهذا صار لدى التنظيم العديد من مخازن الأسلحة ومراكز التصنيع التي يتم تصنيع كل شيء فيها من "المشاف" إلى "الشيكي".
تلك المصانع التي تقع في مناطق مختلفة من محافظة صعدة، والتي تحاط بسرية تامة من قبل التنظيم الذي يخشى من معرفة السلطات لمواقعها، عمد الحوثي إلى تفرقتها وتوزيع مهامها بحيث يتولى كل مصنع القيام بتصنيع قطعة معينة، ومن ثم يتم تركيبها وتوزيعها على جبهات القتال، عبر عناصر محددة يثق التنظيم تماماً بولائها.
مصادر تلك الأسلحة متعددة، فمنها ما يقدمه الموالون للحوثي من المندسين في السلطة، إضافة إلى ما يتم شراؤه من تجار السلاح، وكذا ما يتم الاستيلاء عليه أثناء الحرب مع الجيش.
وبالنسبة للأسلحة الثقيلة التي يمتلكها الحوثي فهي: "رشاش 23، رشاش 12/7، رشاش 37 مضاد للطائرات، مدفع بي 10، الهاون 120، هاون 82، مدفع الهوزر، السيارات المدرعة "الحميضة"، صاروخ كتف، ألغام بمختلف أوزانها من 10 كيلو وحتى 300 كيلو، قناصة 12/7"، والأخيرة هذه أصابت الجيش اليمني والسعودي بالرعب، لتمكن من يحملها من قنصك حتى وإن كنت على بعد ثلاثة كيلو مترات.
لماذا فشل الطيران السعودي واليمني من الغباء جداً القول بأن الحوثيين سيلجأون أثناء الحرب إلى التحصن والتمركز في المنازل والمنشآت بشقيها الحكومية والخاصة، والسبب يكمن في كونها تعرضت للقصف الجوي والمدفعي.
فالحوثيون كانوا يتواجدون في الجبال والكهوف والخنادق التي استمر حفرها لعدة سنوات!
يقول أحد الحوثيين المشاركين في الحرب السادسة: "لقد صقلتنا الحرب جيداً، فالخمس حروب التي خضناها علمتنا جيداً كيف نتعامل مع قصف الطيران والمدافع". ويضيف آخر: "الحرب كفيلة بأن تؤهل الناس، وأن تدربهم على كيفية التخطيط لها والحذر مما لا يحمد عقباه منها". إذاً ما الذي حدث؟ منزل وزير الأوقاف السابق قاسم الأعجم
تلك المواقع التي استهدفها الطيران بشقيه اليمني والسعودي، لا تعدو عن كونها مساكن لمواطنين بعضهم موالين للنظام ومنشآت حكومية وخاصة.
فالمناطق التي زرتها، ووثقتها عدسة "المصدر أونلاين" تؤكد سلامة تلك المباني الخاصة بالقيادات الحوثية وكذا المباني الخاصة بالمراكز الدينية والإعلامية للتنظيم.. يا ترى من المتسبب في ذلك؟ تشير المصادر إلى أن البلاغات التي كان يتم تسريبها للجيش اليمني والسعودي عن مناطق تمركز الحوثيين أغلبها بلاغات كاذبة الهدف منها تصفية حسابات بين أطراف الصراع الموالين للنظام، ويسشهدون بما تعرض له منزل وزير الأوقاف الأسبق قاسم الأعجم الذي يقع على بعد 200 متر فقط من منزل محمد بدر الدين الحوثي، فمنزل الأعجم تعرض لقصف عنيف بينما لم يتعرض منزل الأخير حتى لشظية واحدة!
فندق شرم الشيخ بضحيان لعل المبرر عن تغاضي السلطات الحكومية عن ما قام به الطيران السعودي من هدم ودمار للبنية التحتية ولمساكن المواطنين، هو استخدامها كورقة على السعودية لدفع التعويضات عن ما لحق بالمواطنين من دمار لمساكنهم، وكذا تحميلها إعادة إعمار البنية التحتية لمحافظة صعدة!
خلال تجوالي في "ضحيان" لم أجد سوى بقايا فندق "شرم الشيخ" الذي تم ضربه -حسب أقوال الحوثيين- من قبل الطيران السعودي، وهو الفندق الذي كان يتخذ منه الحوثي مقرا لاحتجاز الأسرى، وباستثناء هذا الفندق فإن منازل الحوثيين –قيادة، وقواعدا- تبدو الأقل تعرضا للقصف. في حين قصفت هناك منازل المواطنين والمدارس والمركز الصحي وتبدو مدمرة كليا.