يحبس مسئولو الرياضة في بلادنا أنفاسهم، مع ظهور أيِّ مسئول خليجي على وسيلة إعلامية، ترقباً لأي إعلان عن سحب كأس الخليج العربي ال20 من اليمن، لأسباب فنية وأمنية، وسط شائعات تتكرر يوماً بعد آخر. فالجدل لازال يحتدم في الساحة حول استضافة اليمن لخليجي 20, وذلك بعد ان تسربت معلومات إلى وسائل إعلامية عن سحب الاستضافة من اليمن ونقلها إلى البحرين.
حيث نقلت صحيفة الشرق الأوسط الخميس قبل الماضي عن مصادر وصفتها ب"المطلعة والموثوق فيها" قولها "إن قرارا سيصدر خلال الأيام القليلة المقبلة بسحب استضافة بطولة كأس الخليج العربي للمنتخبات لكرة القدم في نسختها العشرين من اليمن وإقامتها في البحرين"
وتسربت تلك الأنباء بعد انتهاء اللجنة الثلاثية المكلفة بمتابعة التحضيرات الجارية لاستضافة اليمن لبطولة خليجي 20 جولتهم التفتيشية على مختلف المنشآت والمرافق الخاصة باستضافة البطولة، حيث ستقوم برفع تقرير إلى أمناء الاتحادات الخليجية يتعلق بحجم انجاز المنشآت الذي يتراوح ما بين 40 إلى 60% ومن ثم رفع توصياتها إلى رؤساء الاتحادات لاتخاذ القرار المناسب بشأن استضافة البطولة التي أكد الجانب اليمني انه سيكون جاهزاً بكل المنشآت في نهاية أكتوبر المقبل قبل انطلاقة البطولة من 22 نوفمبر إلى 4 ديسمبر القادمين.
تلك الأنباء أثارت حفيظة المسئولين في الحكومة حيث أبدى رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي مجور استغرابه من ما وصفها "بالأصوات الخليجية المعارضة لإقامة البطولة في اليمن"، وقال: على 'الصحافة الخليجية والمهتمين أن يأتوا وينظروا إلى حجم الاستعدادات'.
وجدّد مجور خلال حضوره الجلسة الافتتاحية للاجتماع العادي للجمعية العمومية لانتخاب مجلس إدارة الاتحاد اليمني العام لكرة القدم في 4 أبريل الجاري، تأكيد أن اليمن قطعت شوطأ كبيراً في مراحل الإعداد والتحضير لاستضافة 'خليجي 20' ولن يتم التنازل عنها.
وقال: 'نسبة الإنجاز في المنشآت الرياضية وغيرها من المرافق الخدمية والإيوائية والسياحية بلغت مرحلة متقدمة ودخلت مرحلتها النهائية، وستكون جاهزة للافتتاح قبل موعد انطلاق البطولة في نوفمبر 2010'.
بدوره نفى رئيس اتحاد كرة القدم اليمني الشيخ احمد العيسي تلك الأنباء, واتهم أطرافاً بحرينية وصفها ب"المغرضة" بأنها تحاول التأثير على استضافة اليمن لبطولة خليجي 20 ونقلها إلى البحرين.
وأكد العيسي في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط "الاستضافة أقرت من قبل رؤساء الاتحادات الخليجية وهي ليست منة من قبل البحرينيين الذين يظهرون علينا بين الفترة والأخرى ويروجون بسحبها", مضيفاً "أحب أن أؤكد أن الكل اتفق على إقامة البطولة في اليمن السعيد وسنكون سعداء أكثر بوجود الأشقاء الخليجيين بيننا".
غير أن العيسي لم ينكر وجود تحذيرات من قبل اللجنة الثلاثية حول ما تم إنجازه في المنشآت الرياضية حيث قال" إن الملاحظات التي أبدتها اللجنة الخليجية خلال زيارتها الأخيرة لليمن في 5 إبريل الجاري سيتم الأخذ بها وتجاوز أي قصور في سير العمل خلال ال 45 يوماً القادمة, خاصة في بطئ العمل في أحد الملاعب الرئيسية حيث سيتم تكثيف العمل والإسراع في وتيرة التنفيذ بما يضمن إنجاز المشروع بحسب البرنامج الزمني المعد مسبقاً وبحسب العقود المبرمة مع الشركات المنفذة للمشروع والتي تؤكد تسليم المنشأة قبل موعد البطولة".
كما أكد في الوقت نفسه أن اللجنة الثلاثة ستقوم بزيارة أخرى بعد حوالي شهر ونصف للنظر مرة أخرى في ماتم إنجازه خلال هذه الفترة حسب الاتفاق الذي وافق عليه الاتحاد قبل مغادرة اللجنة لليمن.
في الوقت نفسه كشفت مصادر إماراتيه يوم قبل الماضي بأن الاتحاد الإماراتي لكرة القدم سوف يتقدم بمذكرة إلى رؤساء الاتحادات الخليجية, تتضمن طلباً بتأجيل بطولة “خليجي 20”، من شهر نوفمبر القادم إلى الثلث الأول من بداية العام المقبل 2011.
وأضافت المصادر أن طلب التأجيل يأتي بسبب ارتباط أكثر من منتخب خليجي باستحقاقات قارية ودولية، منها نهائيات كأس آسيا التي ستقام في الدوحة، إضافة إلى تلويح أكثر من منتخب بالمشاركة بالصف الثاني في خليجي 20 مثل المنتخب السعودي الذي لم يقرر بعد مشاركته بالصف الأول في البطولة.
وهو الأمر الذي نشرته بعض الصحف السعودية نقلاً عن مصادر لم تسمها أن المسئولين في الكرة السعودية سيطلبون تأجيل البطولة بسبب عدم جاهزية اليمن للبطولة, وبسبب ارتباط منتخبها الأول بمشاركات دولية.
هذا التأجيل الذي ترغب به الإمارات والسعودية يبدو منسجماً مع إفساح المجال للجنة المنظمة العليا اليمنية لتجهيز منشآت البطولة وكافة المرافق وتدريب فريق العمل وتعيين اللجان المختلفة والتي لم تعلن بالرغم من أن الوقت المتبقي على انطلاقة البطولة حسب الموعد القائم لا يزيد على خمسة أشهر، ومن المنتظر أن يتم البت خلال الأيام المقبلة في الطلب الإماراتي، سواء بالرفض أو الموافقة.
كما كشفت تقارير خليجية أن الموعد الذي حدد للبطولة من قبل أمناء السر في دول الخليج في صنعاء خلال شهر ديسمبر من العام الماضي وهو الثاني من نوفمبر المقبل، لم يحظ بقبول الأمير سلطان بن عبد العزيز رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم والشيخ أحمد اليوسف رئيس اللجنة المؤقتة في الكويت ويتداول حاليا خليجيا أن اجتماعاً وشيكاً للاتحادين الإماراتي والسعودي سيحسم القرار حول التأجيل أو بقاء الموعد السابق في ضوء ارتباطات المنتخبات الخليجية.
صحيفة البيان الإماراتية نقلت عن مصادر قولها " إن البحرين تقوم في الوقت الراهن بالاستعداد الجدي لاستضافة البطولة في حال قرر رؤساء الاتحادات الخليجي ذلك لو رأوا أن العمل القائم حالياً لن يتم في الموعد المحدد وعدم تمكن اليمن من تحقيق المطالب باستضافة خليجي 20 لذلك سيكون على البحرين الاستعداد من الآن حتى لا تفاجئ برغبة الاتحادات باستضافتها البطولة. وفي هذا الصدد أعد الاتحاد البحريني ملفاً كاملاً للاستضافة سيتم عرضه على رؤساء الاتحادات الخليجية خلال اجتماعهم المقبل".
وطبقاً لما أوردته فإن الاتحاد البحريني لكرة القدم أعد ملفاً يتضمن متطلباته لاستضافة البطولة الخليجية من مواصلات وسكرتارية ومراكز إعلامية وملاعب تدريب واللجان العاملة بعد أن تلقى تعليمات من الجهات المسئولة عن الرياضة في البحرين قبل أكثر من أسبوع، فيما قدّمت المؤسسة العامة للشباب والرياضة خطتها لتأهيل إستاد البحرين الوطني واستاد مدينة خليفة الرياضية الذي يتسع إلى تسعة آلاف ومئتي مقعد، وفي هذه الحالة سيتم منح البلد الاحتياطي وهي البحرين ستة شهور للانتهاء من تجهيزات منشآتها التي ستستقبل المنتخبات المشاركة.
قطر وعبر الشيخ حمد بن خليفة بن احمد آل ثاني رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم عبرت عن إستغرابها لإثارة موضوع استضافة اليمن لبطولة كاس الخليج المقبلة في هذا التوقيت بالذات وذلك قبل صدور تقرير لجنة التفتيش المنبثقة عن اجتماع رؤساء الاتحادات الخليجية الثمانية.
واكد الشيخ حمد في تصريح لوكالة "فرانس برس" :"ان كل المؤشرات التي رشحت عن اللجنة ايجابية تشير الى امكانية كبيرة لبقاء البطولة في اليمن خصوصا وان جميع الاتحادات الخليجية الثمانية كانت قد أجمعت على تنظيم اليمن لخليجي عشرين والعراق لخليجي واحد وعشرين".
كما جدد رئيس الاتحاد القطري دعم اتحاد بلاده وتأييده للاتحاد اليمني في سعيه لاستضافة بطولة الخليج العشرين المقرر اقامتها في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل مؤكدا "على الاجماع الخليجي الذي كان قد منح اليمن الشقيق فرصة استضافة الشباب الخليجي واسرته الكروية تحقيقا للهدف المنشود من البطولة التي ابصرت النور عام 1970 والتي طورت كثيرا من واقع الدول التي سبق لها ان احتضنت هذه التظاهرة الكروية"، واضعا كافة امكانيات الاتحاد القطري تحت تصرف الاتحاد اليمني متوقعا استضافة ناجحة جدا لخليجي عشرين.
واعرب رئيس الاتحاد القطري ايضا عن قناعته التامة ان الاتحاد اليمني وسائر الاتحادات الخليجية "سوف يتقبلون تقرير لجنة التفتيش بواقعية وموضوعية كما سيحرصون جميعا على تطبيق ذات المعايير على جميع النسخات المقبلة من البطولة بعيدا عن الكيل باكثر من مكيال واحد".
وفيما زادت التلميحات والتصريحات الاخيرة من جميع الاطراف إلا أن في الاتجاه الاخر فازت قناة أبو ظبي الرياضية على الحقوق الحصرية للنقل التلفزيوني لمنافسات دورة «خليجي20» لكرة القدم بمبلغ 30 مليون دولار لقاء حصول القناة الإماراتية على حقوق النقل التلفزيوني للدورة الخليجية, حيث قدمت قنوات الجزيرة الرياضية ودبي وأبو ظبي العروض والتي رست في النهاية على قناة أبو ظبي.
وبين اليمن والبحرين تضل بطولة خليجي 20 حائرة, من مكان وزمان إقامتها, حيث لم تتضح معالم واضحة للقرار الأخير الذي ستعلنه اللجنة المكلفة بمتابعة الاعداد اليمني لاستضافة البطولة, بما يعني أن اليمن قد تفقد حقوق الاستضافة في أي وقت.