يوما عن آخر تزداد مأساة تعز الأنسانية، ولنأخذ هنا جانب التدهور الحاصل في الخدمات الصحية، شبه المنهارة، حيث 90 في المئة من المنشآت الصحية لم تعد تعمل جراء الحصار الجائر، كما ذكر البلاغ الصحفي الصادر عن اللجنة الطبية العليا بتعز. أغلقت مراكز الجراحة وغسيل الكلى بمستشفى الثورة، والأخيرة في كافة مستشفيات تعز تقريبا، فيما أن المستشفيات المتبقية (10% فقط من قوام مستشفيات تعز)، تفتقد للأكسجين، ومعظم الإحتياجات الطبية، فضلا عن عدم توفر الموازنات التشغيلية..!! والسؤال هنا: ما مدى إمكانية أن تقوم قوات التحالف العربي، بإنزال (إسقاط) المواد الطبية والإحتياجات العلاجية، عبر طائراتها التي تسيطر على أجواء اليمن بدون منافس، طالما وأن هناك مساحات كبيرة وكثيرة تابعة للجيش الوطني والمقاومة الشعبية بتعز..؟؟
بالمناسبة أيضا، هناك أمر آخر ملح: معظم جرحى المقاومة والجيش الوطني تتضاعف إصاباتهم، نتيجة عدم وجود مستشفيات ميدانية مناسبة، تشمل أهم وأبسط أدوات الأسعافات الأولية، ما يعرض بعضهم إلى مضاعفات أثناء نقلهم بالبطانيات أو بأذرع زملائهم، وجحببتهم أحيانا، وفي أحايين أخرى يفقدون أرواحهم نتيجة عدم وجود المواد اللازمة لإسعافهم أوليا في ميادين القتال، حيث يفقد البعض أرواحهم أثناء نقلهم إلى المستشفيات البعيدة..!! والسؤال هنا أيضا: هل تعجز دول التحالف عن معالجة هذه الإشكالية الكبيرة والمتفاقمة بالنسبة للمقاومة، والسهلة جدا بالنسبة لدول التحالف الرئيسية، وذلك من خلال إرسال مستشفيات ميدانية متكاملة؟
من شأن ذلك أن يخفض كثيرا من نسبة تفاقم الإصابات الميدانية البسيطة، فضلا عن إنقاذ بعض حالات الوفاة جراء العجز في الإنقاذ الميداني. من صفحة الكاتب في الفيس بوك