ألقى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو باللوم على مسلح كردي سوري يتعاون مع مسلحين أكراد داخل تركيا في تفجير انتحاري بسيارة ملغومة أسفر عن سقوط 28 قتيلا في العاصمة التركية أنقرة. وكانت سيارة ملغومة انفجرت قرب حافلات عسكرية متوقفة عند إشارة مرور قرب مقر القوات المسلحة التركية والبرلمان ومبان حكومية في المنطقة الإدارية بأنقرة في وقت متأخر من مساء يوم الأربعاء.
وقال داود أوغلو إن الهجوم دليل واضح على أن وحدات حماية الشعب الكردية السورية -التي تدعمها الولاياتالمتحدة في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا- تنظيم إرهابي مضيفا أن تركيا عضو حلف شمال الأطلسي تتوقع تعاونا من حلفائها في قتال وحدات حماية الشعب.
وفي غضون ساعات قصفت طائرات حربية تركية قواعد في شمال العراق تابعة لحزب العمال الكردستاني الذي اتهمه داود أوغلو بالضلوع في الهجوم الانتحاري بسيارة ملغومة.
وقال داود أوغلو إن القوات المسلحة التركية ستواصل قصف مواقع وحدات حماية الشعب في شمال سوريا وتعهد بأن يدفع المسؤولون عن الهجوم الثمن.
وأضاف في كلمة بثها التلفزيون "هجوم الأمس استهدف بشكل مباشر تركيا والجاني هو وحدات حماية الشعب وتنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي. ستتخذ كل الإجراءات اللازمة ضدهم."
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أيضا إن النتائج الأولية تشير إلى أن الفصيل الكردي السوري وحزب العمال الكردستاني مسؤولان عن التفجير مضيفا أنه جرى اعتقال 14 شخصا.
ووحدات حماية الشعب هي الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي نفى ضلوعه في الهجوم كما قال عضو كبير في حزب العمال الكردستاني إنه لا يعلم من المسؤول عن الهجوم.
والهجوم هو الأحدث في سلسلة الهجمات التي شنت خلال العام المنصرم وأُلقي باللوم في معظمها على متشددي تنظيم الدولة الإسلامية.
وتنزلق تركيا بشكل أكبر إلى الحرب في سوريا المجاورة كما أنها تحاول احتواء أعمال العنف في جنوب شرق البلاد الذي تقطنه أغلبية كردية.
واستغلت وحدات حماية الشعب التقدم الذي أحرزه هجوم للجيش السوري في الأسابيع الأخيرة بدعم من الضربات الجوية السورية حول مدينة حلب الشمالية لانتزاع أراض من مقاتلي المعارضة السورية قرب الحدود التركية.
وأثار ذلك قلق تركيا التي تخشى أن يؤجج تقدم الأكراد الطموحات الانفصالية الكردية داخل البلاد. وتقصف تركيا مواقع وحدات حماية الشعب في محاولة لمنعها من السيطرة على بلدة أعزاز آخر معقل لمقاتلي المعارضة المدعومين من تركيا شمالي حلب قرب الحدود التركية.
وقالت مصادر من المعارضة يوم الخميس إن مئات من مقاتلي المعارضة السورية دخلوا البلاد مرة أخرى من تركيا خلال الأسبوع الماضي لدعم مسلحين يتصدون لهجوم تشنه فصائل مسلحة يقودها أكراد سوريون على أعزاز.
* نفي فصيل كردي نفى صالح مسلم أحد زعيمي حزب الاتحاد الديمقراطي أن تكون وحدات حماية الشعب الجناح المسلح له نفذت هجوم أنقرة وقال إن تركيا تستغل الهجوم لتبرير تصعيد القتال في شمال سوريا.
وقال لرويترز عبر الهاتف "نحن نرفض هذا تماما... داود أوغلو يعد لأمر آخر لأنهم يقصفوننا كما تعلمون منذ الأسبوع المنصرم."
وتقول تركيا إن قصفها لمواقع وحدات حماية الشعب هو رد على النيران المعادية عبر الحدود إلى تركيا وإن ذلك يتماشى مع قواعد الاشتباك. وينفي مسلم ذلك وقال "أستطيع أن أؤكد أن وحدات حماية الشعب لم تطلق رصاصة واحدة على تركيا... إنها لا تعتبر تركيا عدوا."
وقال جميل بك أحد زعيمي حزب العمال الكردستاني إنه لا يعلم من المسؤول عن الهجوم ولكنه قد يكون ردا على "المذابح في كردستان" في إشارة إلى المنطقة الكردية الممتدة في أجزاء من تركياوسورياوالعراق وإيران.
ونقلت وكالة فرات القريبة من حزب العمال الكردستاني عن جميل بك قوله "لا نعلم من نفذه (الهجوم). ولكنه قد يكون ردا على المذابح في كردستان".
* تحذير لروسيا وقال داود أوغلو إن الانتحاري يدعى صالح نجار من مواليد عام 1992 وهو من الحسكة في شمال سوريا مضيفا أنه عضو في وحدات حماية الشعب.
وقال مسؤول أمني كبير إن المهاجم المزعوم دخل تركيا من سوريا في يوليو تموز عام 2014 غير أنه ربما يكون عبر الحدود مرارا بشكل غير مشروع قبل ذلك. وأضاف أن نجار كان على اتصال بحزب العمال الكردستاني والمخابرات السورية.
واتهم داود أوغلو الحكومة السورية بأن لها يدا في تفجير أنقرة وحذر روسيا من استغلال وحدات حماية الشعب الكردية ضد تركيا.
وقال "أود أن أحذر روسيا التي تقدم الدعم الجوي لوحدات حماية الشعب في تقدمها في أعزاز من استغلال هذه الجماعة الإرهابية ضد الأبرياء في سورياوتركيا.
"أدانت روسيا هجوم الأمس ولكن هذا ليس كافيا. كل من يعتزمون استغلال التنظيمات الإرهابية ليعملوا لهم بالوكالة عليهم أن يعلموا أن لعبة الإرهاب هذه سترتد عليهم وتضربهم أولا."
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحفي عبر الهاتف للصحفيين إن الكرملين يدين التفجير "بأقوى العبارات الممكنة".