هل انتهى الدور الخشن لأذرع ايران و مليشياتها في المنطقة و ما نشهده من تحول في جغرافيا التوتر و الصراع هو الانتقال الى الخطة "ب" و هي تحول هذه المليشيا للقوة الناعمة ومحاولة دمجها في تسويات سياسية لضمان حضور مستقبلي ....؟ ماهي التغيرات التي طرأت في موازين القوة في المنطقة حتى نشهد مثل هذا التحول و لصالح من ..؟ هل هي نتاج توازن قوة ام تحولات داخلية ضمن الدول ذات النفوذ الاقليمي في المنطقة دفعت صناع القرار الى تغيير استراتيجية حضور هذه الدول و تأثيرها في المستقبل على المدى القريب و المتوسط ..؟
هل انسحاب روسيا من سوريا بشكل مفاجئ يأتي ضمن هذه الاستراتيجية القائمة على حاجة المنطقة الى التسويات ودمج قوى النفوذ ضمن صيغ عقود اجتماعية مختلفة قد تؤسس أو تدشن زمن الكونفدراليات للعرقيات والطوائف وتمزيق مجتمعات المشرق واستهلاكه ضمن هذه الأسس من الصراعات القديمة؟ أم انها رغبة الاطراف الفاعلة في تهدئة وتيرة الصراع المحموم بين العرب و حلفائهم من جهة و ايران و حلفائها من جهة أخرى و تلافي اي انعكاسات سلبية على المحيط الجغرافي للمنطقة و محاولة احتواء هذا التنافس و ضبط ايقاعة في ظروف جديدة خارجة عن اسلوب الحرب و العمل العسكري ؟
فاذا نجح العرب في إفشال مخطط للتقسيم بالأسلوب الخشن القائم على ثقافة الحرب وأدواتها العسكرية فهل يمتلك العرب خططاً لمواجهة أذرع إيران الطائفية كقوى ناعمة في المنطقة وتفتيت روابط اتصالها وتأثيرها الذي يمثل اختراق خطر على الامن القومي للمنطقة و أنظمتها.
هل يدرك العرب أن الديمقراطية ودعمها في دول الربيع العربي هي رأس الحربة في مواجهة التقسيم وتعطيل مفاعيل النفوذ الخارجي المهدد لأمن المنطقة و استقرارها.
هل ستمتلك أنظمة المنطقة، خاصة دول الخليج رؤية تصالحية مستوعبة لكل التيارات المختلفة بكل مرجعياتها الدينية والمذهبية والعرقية و الإثنية كبداية لتأسيس سياسة تصالحية مع القواعد الشعبية المؤثرة والحاضرة والممتدة في كل الوطن العربي من أجل تقعيد أسس صحيحة و متماسكة تسند الامن القومي من مخاطر استغلال كل حالات الاستبعاد التي انتجت مستويات خطرة من المهددات على المدى البعيد والقريب على الدول القطرية وأنظمتها السياسية، بل و حتى هوية المنطقة.