قالت لجنة الأممالمتحدة لمناهضة التعذيب إن اليمن لم تتعامل بموضوعية مع حالة التعذيب المنهجي الخطيرة في البلاد وكان ذلك غائباً كلياً. وأشارت اللجنة في بيان أصدرته أمس إلى أن اليمن وبعد أن كانت واحدة من دولتين فقط فشلتا في حضور استعراضها في الدورة 43 للجنة الأممالمتحدة لمناهضة التعذيب في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فإنها قد حضرت –بناء على طلب منها- الدورة الرابعة والأربعين للجنة. ومع ذلك كان التعامل الموضوعي مع حالة التعذيب غائب تماماً. ولفت البيان إلى أن "كل من منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان قد وثقا في تقاريرهما إلى لجنة مناهضة التعذيب أن حالة حقوق الإنسان في اليمن تدهورت خلال العقد الماضي، وأن حالات التعذيب في ازدياد". وقالا إن "التعذيب في اليمن يرتكب على يد أجهزة الأمن القومي والأمن السياسي وقسم التحقيقات الجنائية، وفي أقسام الشرطة ومراكز الاحتجاز وقسم مكافحة الإرهاب التابع لوزارة الداخلية". وقالت اللجنة إن السيدة أمل الباشا، مدير منتدى الشقائق العربي تعرضت لمضايقات من قبل الحكومة اليمنية بعد مشاركة منظمتها في الدورة الثالثة والأربعين للجنة مناهضة التعذيب، كما أنها حاضرة لموافاة اللجنة بمعلومات محدثة حول استمرار حالة تعذيب في البلاد. ومع ذلك، تجاهل اليمن في عرض دولته القضايا الجوهرية وركز على الأحكام القانونية الإيجابية. ونسب إلى الباشا قولها "يبدو اليمن في حالة جيدة على الورق. ولكن المشكلة تكمن في التنفيذ "، وأضافت أن" الحكومة أخفقت بصورة منتظمة في حماية مواطنيها من التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية واللاإنسانية والحاطة بالكرامة". وكشف البيان عن رفض الحكومة اليمنية استقبال المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعذيب، وقال "وعلى الرغم من حالات التعذيب الموثقة توثيقاً جيداً في اليمن، رفضت الحكومة زيارات المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعذيب". وحث كل من منتدى الشقائق العربي ومركز القاهرة اليمن بقوة على قبول زيارة المقرر الخاص كخطوة أولى نحو التصدي لمشكلة التعذيب. وعلاوة على ذلك، دعا المنتدى ومركز القاهرة حكومة اليمن إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لوقف التعذيب المنهجي والإفلات من العقاب.