هل سينكسر الحصار عن غزة ؟ نعم سيحدث ذلك , لا لأن تركيا قررت الا تدير ظهرها للقضية الفلسطينة بعد اليوم , ولكن لان الحياة مع الحرية لا مع السجون والحصار , ولان الحياة مع العزة وضد الإذلال والعبودية , وهذا لا يقلل مما فعلته تركيا في شيء فللحرية أثمان عديدة وغالية يجب أن يدفعها الجميع , فلا حرية لفرد بينما آخر مستعبد إنها حرية مبتسرة , وطالما هناك من يستطيع إذلال أخي فانه حتما سيطولني عندما تحين الفرصة . لكن أجمل ما فعلته تركيا هي مقارعة القوة بالقوة , والرد على دقات طبول الحرب الاسرائيلية بدقات طبول اشد وأقوى من الجانب التركي وكما كانت الصداقة قوية ستكون العداوة اشد كما صرح اردوجان .
أما الأجمل على الإطلاق أن واكبت تلك الكلمة الهادرة التي ألقاها اردوجان , جملة أفعال تستحق الاحترام , فجعلت إسرائيل تدرك تماما حجم الخسائر التي خسرتها , ومستوى العزلة التي ستصل اليها كلما تحدت العالم بأسره غير آبهة بأي احترام للقوى المحيطة بها , لذا كان ردها على السفينة الايرلندية اقل عنجهية مما كان عليه في اسطول الحرية ,على الرغم من استمرارها في ممارسة الغباء الفادح الا انها تعلمت قليلا من الدرس السابق , اللتي اجبرتها على تعلمه لغة القوة والمقاومة الشعبية لا لغة التنازلات والمفاوضات . اخيرا لم تأتي قوة رد تركيا من فراغ , إنها القوة المتواترة والمستمدة من قوة احترام القوانين الدولية والديمقراطية , كما أنها قوة التطور الهائل الذي وصلت إليه تركيا على جميع الأصعدة , لذا ليس على إسرائيل ان تختبر صبر تركيا , لأنها بكل بساطة تختلف كثيرا عن الأوطان العربية, التي تستطيع ان تصبر على إسرائيل طويلا فيما تضيق ذرعا بشعوبها وتياراتها ذات الأطياف السياسية المتعددة, بينما يحكم تركيا العلمانية اليوم التيار الإسلامي , ويقف الجميع ليصفق لاردوجان المساند للقضية الإسلامية العربية الفلسطينية لا لأن الجميع يؤمن بهذه القضية ولكن لان الجميع يؤمن بكرامة تركيا , ويرفضون أي تعامل مبتذل او انتهاك للسيادة التركية . المصدر أونلاين