يقرأها أبسط متابع ألف باء في تحليل الأحداث: لجوء طرف ما إلى استخدام ورقة الشارع يعني دليل انسداد طريق مشروعه وطموحه الذي رسمه وسعى اليه ومعناه أيضاً أن مساراً سياسياً آخر لا يتوافق مع رغباته قد بدأ فعلاً على الأرض ويحاول هو إيقافه.
سيقولون لنا إنهم لا يطالبون بالانفصال وليسو ضد شرعية الرئيس هادي وأن غرضهم استحقاقات وبنفس الوقت يعلنون مجلساً انتقالياً يتدخل في كل وظائف الحكومة الشرعية .. طيب هل هو كيان سياسي أم مجلس انتقالي أم عسكري أم وقفات احتجاجية للمطالبة بوظائف؟!..
هناك تخبط كبير في خطابهم وخطواتهم وهم أنفسهم لا يدركون بعد حقيقة ما يسعون إليه وأخشى أن يكون أصحابي مجرد أدوات بالوكالة لقوى اقليمية هي المستفيدة من خلال الضغط بهم وإرباك جهود الشرعية والخاسر الأكبر هو عدن ومقوماتها واستقرارها واستحقاقات الإعمار والتنمية فيها ومحافظات الاقليم..
تخيلوا فقط أن طرفاً سياسياً غيرهم كان قد لجأ إلى ورقة الشارع للمطالبة باستحقاقات أو حتى التنديد بفشل الخدمات في عهدهم البائد. ماذا سيكون ردهم لهذا الطرف اإا باعتباره معرقلاً وهادماً لجهودهم في إعمار وتنمية عدن !. ألم يقل محافظ عدن المقال إن أفراداً وجهات تعطل إدارته لأنهم فقط يتكلمون عنه (ركزوا يتكلمون عنه) في شبكات التواصل الاجتماعي؟..
أقاموا أنشطتهم على الشتم للاحتلال، لكنه رحل ثم على الأحزاب اليمنية وهاهي مجمدة الأنشطة، ثم قالوا إن سبب فشلهم هي الحكومة، وحالياً الشرعية والرئيس نفسه الذي عينهم في مناصب كل محافظات إقليم عدن (مقاولة) ومنحهم الرتب والترقيات وأخيراً يهاجمون الرياض وقائدة التحالف وقريباً مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية نفسها ..وهكذا.
محافظ لحج ترك محافظته ومهامه فيها وتحول إلى ناشط سياسي في عدن ومثله محافظ الضالع الذي هو في الضالع معتكف وفي عدن مناضل وثائر. والسؤال: هل هؤلاء مسئولون تنفيذيون يمثلون الرئيس هادي ورئيس الحكومة في محافظاتهم أم أصحاب نكف وفزعة مع عيدروس وهاني؟!
يصرخون ويحذرون من تقسيم الجنوب ولا يوجد غيرهم من يفكك لحمة الجنوب ويشتت كيانه فبسبب نزقهم السياسي الطائش تفرقت وتصادمت مواقف وبيانات وتصريحات نخبة وقيادات الحراك ذاتهم فسمعنا صلاح الشنفرة وخالد مسعد من قلب الضالع ومثلهما طماح يافع وناصر النوبة وبجاش الاغبري وكل الصبيحة ومجمل ابين وسقطرة والمهرة وقبائل حضرموت ووجهاءها وحتى المثلث المتماسك طوال تاريخ الجنوب المعاصر فككوا أضلاعه ومزقوه شر ممزق.
وإجمالاً أربعة من محافظي الجنوب في مجلسهم الانتقالي وأربعة محافظين ضده وهكذا شقوا الجنوب نصفين بدعوى الحب والحرص عليه.
قناعتي أمس واليوم وغداً أن الهتيفة لا يصلحون للسلطة، ويبدعون فقط في الجمهرة، ومن خلق ليزحف لا يمكنه أن يطير.