بسبب الإنتقائية في إنتقاد الأطراف السياسية في الساحة اليمنية يبدو الأمر للكثير من الجنوبيين الساعين للإنفصال أن الحكم على المجلس الإنتقالي الجنوبي وعلى رغبة أبناء الجنوب في الإنفصال هو حكم مسبق, يبدو الباقي تفاصيل وتبريرات بأثر رجعي. تبدو كأحكام لها علاقة بمنح دراسية لم تنتهي منذ أكثر من عشر سنوات وبوظائف دبلوماسية غير مستحقة لعاطلين عن العمل وبرواتب متعددة لا تتوقف لعائلات بكامل أفرادها. ليس للأمر علاقة بتعدد الآراء السياسية وبتشكيل كيانات سياسية أخرى لها توجهات مختلفة فيم يتعلق بوضع الجنوب الحالي والمستقبلي. تتغير العوامل والأوضاع والمواقف ويبقى الإنتقاد موجه فقط للمجلس الإنتقالي ولدعاة الإنفصال وللإمارات. 1. عندما يرفض أبناء الجنوب رفع إعلام الجمهورية اليمنية في شوارع الجنوب, وتقوم القوات المشكلة من أبناء الجنوب بمنع رفع تلك الأعلام يكون رد الشرعيين أن هذا السلوك هو عدم إعتراف بشرعية هادي ووقوف ضد توجه التحالف, لكن عندما تكون قوات الجنوبيين هي القوات الوحيدة التي تحارب الحوثيين فعلاً وتطردهم من مناطق شمالية وجنوبية يصبح الرد أنهم مرتزقة ومحاربين بأجر. السؤال: من الأكثر وطنية وولاء لهادي وللتحالف, من له 3 سنوات يحشد الدبابات والمدافع في مأرب أم من يحرر الأرض ويستشهد في الصبيحة جنوباً وفي سواحل الحديدة وتعز شمالاً؟ 2. عندما يصف الشرعيين والمعارضين للمجلس الإنتقالي مأرب بأنها واحة الإستقرار والتنمية والرخاء والتعايش السلمي وأن عدن الرافضة للجميع – رغم تواجد الجميع فيها- تعاني بسبب هذا الرفض فلا بأس في ذلك. لكن عندما بدأت أخبار توقعات نزوح قيادات المؤتمر من صنعاء بعد إغتيال علي عبدالله صالح دعى الشرعيين وما في حكمهم لتوجه النازحين إلى المعادية الغير مستقرة عدن لا إلى مأرب واحة التنمية سيلكون ڨالي اليمن. السؤال: هل مأرب أكثر قبولأً وبالتالي أكثر ملائمة لإستقبال النازحين الجدد أم عدن؟ 3. عندما كانت التلميحات في إتجاه أن سبب تدهور الخدمات والأوضاع الأمنية في عدن هو عدم تسليم المجلس الإنتقالي مقر المحافظة للمحافظ المفلحي ومضايقته ومنعه من الحركة وممارسة العمل, كانت الجوقة تردد نفس الخطاب ليلاً نهاراً, ولكن عندما أستقال المفلحي وسبب إستقالته في رسالته بفساد سارق الماء والنور لا بسبب المجلس الإنتقالي ومقر المحافظة توقفت الجوقة عن ترديد ذلك الخطاب مباشرة. السؤال: هل سبب تدهور الخدمات في عدن المجلس الإنتقالي أم فساد بن دغر كما قال المفلحي؟ 4. عندما يحشد المجلس الإنتقالي أعداد كبيرة من أنصاره في فعاليات في الشوارع والساحات يكون الرد من الشرعيين والمعارضين للمجلس الإنتقالي أن الجميع قادر على الحشد بأعداد كبيرة وأن العدد ليس هو المحدد لشعبية هذا التوجة أو الرغبة السياسية أو تلك. وعندما كان الحضور في فعاليات المجلس الإنتقالي خارج عدن أقل عدداً من الحضور في فعاليات عدن, يكون الرد بأنه لو كان للمجلس الإنتقالي ولخياراته شعبية لأستطاع حشد أعداد أكبر. السؤال: الحضور الجماهيري في الفعاليات مهم أو غير مهم؟ 5. عندما يرفض أبناء الجنوب (أو) المجلس الإنتقالي مخرجات الحوار الوطني ومقترح الستة أقاليم يصبحون معرقلين وأصحاب نظر قصير ومغردين خارج السرب, لكن إلى جانب المجلس الإنتقالي, يرفض التجمع اليمني للإصلاح (الأخوان المسلمين) فكرة الفيدرالية والأقاليم وكان مرشدهم قد وصفها بأنها (كفر), يرفض المؤتمر الشعبي العام ممثلاً بتيار علي عبدالله صالح (النازحين الجدد) الأقاليم والفدرالية ويقول أنها (ماتت), يرفض الحوثيين اللذين لا يمانع الشرعيين من الحوار معهم الأقاليم جملة وتفصيلاً. السؤال, هل يجب أن يمتنع المجلس الإنتقالي (فقط) عن رفض فكرة الستة الأقاليم؟ 6. عندما دعى نائب رئيس الوزراء اليمني "عبدالعزيز جباري" إلى إجراء استفتاء شعبي في جنوباليمن يتضمن تقريرا للمصير في هذه المناطق. وقال في حديثه لقناة يمن شباب "انه يجب إستفتاء الشعب جنوبا حول الوحدة اليمنية ومعرفة رأي الشعب فيما إذا كان يريد الوحدة ام الانفصال". فلا بأس ولا تخوين ولا إعتراض, ماذا لو دعى المجلس الإنتقالي لنفس الخيار, إستفتاء (للجنوبيين) حو البقاء في الوحدة أو الإنفصال؟ السؤال: هل يجب أن يبقى خيار الجنوبيين في يد نخبة الحكم في الشمال فإذا قال أحد منها (إستفتاء) فلا بأس, مالم فلا وألف لا؟ تساؤلات أخرى: 7. لماذا لا تقيم الحكومة في مأرب واحة الإستقرار والتنمية والرخاء والأمن وتمارس عملها من هناك؟ 8. لماذا لا تقوم الكتلة البشرية والتسليحية المتراكمة في مأرب بخوض أي معارك حقيقية لتحرير أي أراض أو جزر يمنية كما تفعل القوات المشكلة من أبناء الجنوب تحت رعاية الإمارات العربية المتحدة؟ 9. لماذا لا تعود قيادات التجمع اليمني للإصلاح إلى مأرب الآمنة لحشد الناس لقتال الحوثيين كما فعلت في حرب 1994 عوضاً عن إقامة الولائم وحفلات الزفاف؟ 10. أين إعتراضات الشرعيين وما في حكمهم من عدم وجود محافظ لعدن حتى الآن؟ أين إلحاحهم على التحقيق في إدعاءات المفلحي الخطيرة؟ 11. لماذا لا تكشف الحكومة اليمنية عن أسماء محددة للمتسببين في تدهور الخدمات في عدن؟ 12. تساؤل أخير, هل يجرؤ أي شرعي أو معارض للمجلس الإنتقالي أو منتفع على التصريح بأنه يجب الإلتفاف حول بن دغر ودعمه وقبول توجيهاته وممارساته في عدن لأنه, هكذا نصاً: رجل نزيه ورجل دولة ورجل مواقف ومبادئ وصاحب تاريخ سياسي وتنموي ناصع؟