انتقد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أول خطاب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي ألقاه الرئيس ترامب اليوم الثلاثاء(20 سبتمبر ايلول 2017). وكتب ظريف اليوم على تويتر أن " مثل خطابات الكراهية هذه تنتمي إلى العصور الوسطى وليس إلى القرن الحادي والعشرين"، معتبرا الخطاب بأنه "لا يستحق الرد".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد ألقى أمس الثلاثاء خطابا ناريا تضمن هجوما حادا على بيونغ يانغ وطهران، مشددا أن الاتفاق النووي الإيراني "معيب" ومتوعدا كوريا الشمالية ب"تدميرها بالكامل" في حال هددت الولاياتالمتحدة أو حلفاءها.
واستخدم ترامب أمام نحو 130 رئيس دولة وحكومة في اليوم الأول من اجتماعات الجمعية العامة مصطلحا كثيرا ما استخدمه الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، بكلامه عن "الدول المارقة" التي تشكل تهديدا "لباقي الأمم ولشعوبها ولديها أكثر الأسلحة قدرة على التدمير" في العالم.
ووضع ترامب إيران في خانة "الدول المارقة"، موضحا أنها "منهكة اقتصاديا وتصدر العنف بالدرجة الأولى". وجدد ما قال في العديد من المناسبات حول أن الاتفاق النووي الإيراني "إذلال" للولايات المتحدة.
إلى ذلك، تحدث وزير خارجيته ريكس تيلرسون عن جهود بلاده لإقناع الحلفاء في سبيل إقناع إيران بإعادة فتح المفاوضات حول هذا الاتفاق.
وقال تيلرسون لقناة فوكس نيوز أمس الثلاثاء: "أعتقد أننا نحتاج إلى هذا الدعم سواء من حلفائنا الأوربيين أم غيرهم لنعلل للإيرانيين أيضا بأن هذا الاتفاق يحتاج فعلا لإعادة النظر فيه".
وبموجب الاتفاق النووي الذي رعاه الرئيس الأمريكي السابق براك أوباما، تخلت ايران عن جزء كبير من اليورانيوم المخصب الذي تملكه، كما فككت مفاعلا وفتحت منشآتها النووية أمام مفتشي الأممالمتحدة، مقابل رفع واشنطن وأوروبا لبعض العقوبات المفروضة عليها.
وتعتبر الإدارة الأمريكية الجديدة أن الاتفاق لا يحد من طموحات إيران النووية بالقدر الكافي، إذ جاء على لسان وزير الخارجية تيلرسون: "إنه ليس اتفاقا متينا بما فيه الكفاية. انه لا يبطئ برنامجهم بشكل كاف"، مضيفا "بإمكاننا تقريبا البدء بعدٍّ عكسي للوقت الذي يصبح بإمكانهم فيه استئناف قدراتهم في مجال الأسلحة النووية".
تحذيرات إيرانية تصريحات تيلسون هذه، قوبلت بتحذيرات أطلقها الرئيس الإيراني حسن روحاني حول إمكانية "فقدان ثقة المجتمع الدولي" في الولاياتالمتحدة في حال انسحابها من الاتفاق بشأن النووي الإيراني.
وصرح روحاني من نيويورك، في مقابلة مع قناة ان بي سي "اذا امتنعت الولاياتالمتحدة عن احترام الالتزامات وداست على هذا الاتفاق، فهذا سيعني تحملها تبعات فقدان ثقة الدول فيها".
وتساءل روحاني "بعد سيناريو محتمل كهذا، أي بلد سيكون مستعدا للجلوس إلى الطاولة مع الولاياتالمتحدة والتحدث عن القضايا الدولية؟". وأضاف الرئيس الإيراني أن "الرصيد الأكبر الذي يتمتع به أي بلد هو الثقة والمصداقية".