نظمت الملحقية الثقافية والإعلامية بالسفارة الأمريكية بصنعاء، صباح الأربعاء الماضي، لقاء تقييمياً خاصاً مع اثنين من الصحفيين، وقيادي من منظمات المجتمع المدني، كانوا عادو مؤخراً من المشاركة في برنامج الزائر الدولي (2010) الذي تنظمه وزارة الخارجية الأمريكية سنوياً، على مستوى العالم. وأكدت كاريسا جونزالزالقائمة بأعمال الملحق الإعلامي بالسفارة الأمريكية بصنعاء، في تصريحات لصحيفة "المصدر"، أن لدى وزارة الخارجية الأمريكية برامج عديدة للعالم والشرق الأوسط. حيث تنفذ الحكومة الامريكية 23 برنامجا إقليمياً في إطار برنامج الزائر الدولي للمتحدثين باللغة العربية، بالإضافة الى 50 برنامجاً على مستوى العالم باللغة الإنجليزية.
وبخصوص اليمن، أضافت جونزالز أن السفارة الامريكية بصنعاء، تقوم بترشيح 30 يمني لبرامج الزائر الدولي كل عام".موضحة: على سبيل المثال لا الحصر:برنامج حماية المصادر المائية، محاربة الاتجار بالبشر، إدارة منظمات المجتمع المدني، الصحافة الاستقصائية..
أما الهدف من تلك البرامج، فتؤكد أنها " تهدف للاستقادة من التواصل بين اليمنيين ونظرائهم في الولاياتالمتحدة، والعودة بأفكار ومعرفة تسهم في تحسين أدائهم في اليمن".
وفي اللقاء قيم المشاركون تجربتهم، وهم: ماجد دهيم (قناة سهيل)، إبراهيم الأبيض (فضائية اليمن)، وخليل عبد العزيز المقالح (مؤسسة الإنماء المدني – إيفاء). حيث شارك الأولان في "برنامج مخصص لبرامج الأطفال التلفزيونية والإذاعية"، بينما شارك الأخير في برنامج مخصص لإدارة المنظمات غير الحكومية.
وأعربوا عن شكرهم للسفارة على اختيارهم لخوض هذه التجربة التي قالوا إنهم – وإلى جانب السياحة - اكتسبوا الكثير من الخبرات في مجال أعمالهم، كما أكدوا أن نظرتهم النمطية للواقع والثقافة الأمريكية تغيرت كثيراً.
وتعرف المشاركون في بداية البرنامج على المعالم التاريخية الأمريكية من خلال جولة سياحية في العاصمة واشنطن التي تحوي نصباً تذكارية تحكي مراحل تاريخ وتطور الحياة الأمريكية، كما استمعوا إلى محاضرات سياسية وثقافية، تشرح وتفصل النظام الفيدرالي، وكيف تدار السياسات الأمريكية على كافة الأصعدة.
وأثناء تقييمه للتجربة، تحدث خليل المقالح عن بعض البرامج التي نالت إعجابه، من خلال زياراته للعديد من منظمات المجتمع المدني الأمريكية في ولايات مختلفة. مستعرضاً مجموعة من الأنشطة والأفكار مثل برنامج "ما بعد اليوم الدراسي" للطلاب، في ولاية أريجون، الذي يهدف إلى دمج الطالب في مجتمعه، وتعليمه كيف يقوم بخدمة المجتمع عبر ممارسة أنشطة اجتماعية خدمية طوعية. وأوضح أن المشاركون في مجموعته (الذين يمثلون منظمات مجتمع مدني من دول عربية مختلفة)، تلقوا محاضرات وتدريبات لخبراء في جامعة كنتاكي، ركزت على عملية التطوع في الأعمال الاجتماعية، وكذا عملية جمع التبرعات لتمويل أنشطتهم الخيرية. كما زار المشاركون "متحف العبودية"، الذي حاكوا فيه مراحل التحرر من العبودية بواسطة تقنيات حديثه، جعلتهم يعايشون تلك المرحلة التاريخية المظلمة بكل تفاصيلها وكأنهم جزء منها.
من جهتهم، قيم الصحفيان الأبيض ودهيم تجرتهما، وانبهارهما بالتقنيات والأجهزة، والأعمال التلفزيونية المتعلقة ببرامج الأطفال، من خلال الجدول الذي أتاح لهما زيارة قنوات ومحطات تلفزيونية وإذاعية، والتعرف عن قرب كيف يتم إدارة وإعداد برامج الأطفال، لاسيما زيارة الشركة المشرفة على معظم برامج الأطفال في العالم وخصوصاً في العالم العربي، وهي الشركة التي أشرفت على برنامج الأطفال الخليجي الشهير"افتح يا سمسم".
وركز الأبيض أثناء حديثه على تجربة بعض الشركات الأمريكية في الحصول على تبرعات خيرية لتمويل برامج الأطفال، وحملات التطوع وقال إن ما أثار إعجابه هو أن تجد جمعية خيرية، فيها 4 موظفين رئيسيين فقط يعملون بأجر شهري، بينما تجد أن 80 شخصاً في الجمعية نفسها، يعملون كمتطوعين.
وأعرب المشاركون عن إعجابهم بالجزء الخاص من البرنامج والمتعلق بزيارة أسرة أمريكية والعيش معها لمدة يوم كامل. حيث أشاروا أن هذه العملية جعلتهم يتعرفون عن قرب على طبيعة الحياة الأمريكية، والعلاقات الأسرية التي تربط أفراد الأسرة، وطبيعة تعاملهم مع بعضهم البعض، ومع غيرهم الغرباء، مؤكدين أنهم وجدوا إحتراماً وكرماً، ومودة.
يذكر أن برنامج "الزائر الدولي" الذي ترعاه وزارة الخارجية الأمريكية وينفذه مكتب الشؤون التعليمية والثقافية في الوزارة بدأ في عام 1940 بهدف بناء تفاهم تبادلي أو تعاوني بين الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبقية دول العالم الأخرى، كما يدخل ضمن أهدافه: دعم السياسات الخارجية للولايات المتحدة. وتقوم سفارات الولاياتالمتحدة، سنوياً، وعلى مدار العام، باختيار حوالي 4500 مشترك من جميع أنحاء العالم للبرنامج.
يذكر أنه ومنذ انطلاق البرنامح في العام 1940، شارك حوالي 290 من رؤساء أكثر من دولة على مستوى العالم، سابقين وحاليين، ورؤساء حكومات، والآلاف من الوزراء ، والعديد من القادة البارزين من الجمهور.