بعد زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إلى الكويت بحثاً عن الوساطة لتنقية الأجواء مع كل من (السعودية والإمارات والبحرين)، تناولت الصحف السعودية تلك الزيارة واعتبرتها محاولة فاشلة لرأب الصدع في العلاقات بين قطر والدول الخليجية. وقالت صحيفة "عكاظ" السعودية: "الحكومة القطرية أمام خيار صعب إما مراجعة شاملة وإعادة تصويب، وإمّا التشبث بخندق موالاة إيران والجماعات الإرهابية التي يرفضها الحلفاء الخليجيون والغربيون والعرب". وأضافت الصحيفة أن قطر قامت ببث سمومها في مواقع التواصل الاجتماعي عبر عشرات الحسابات التي تُعرِّف نفسها بأنها سعودية، إلا أنها تدافع عن قطر وتهاجم الوسائل الإعلامية المحلية التي انتقدت التصريحات القطرية المسيئة للمملكة وجهودها في استضافة القمم الثلاث. وبحسب رصد أجرته "عكاظ" على مدى الأيام الماضية، فإن هناك تشابهاً كبيراً بين المعرفات التي تهاجم السعودية منذ أعوام وتحاول نشر الإحباط في الشارع، وهو أنها انبرت للدفاع عن قطر منذ الليلة التي أطلق فيها أمير قطر تميم بن حمد تصريحاته التي هاجم خلالها أشقاءه في دول الخليج وامتدح إيران، ووصف ميليشيات حزب الله الإرهابية بالمقاومة، واعتبر حركة حماس الممثل الشرعي للفلسطينيين. وبعد التدقيق في محتوى التغريدات، اتضح جليا أن هذه المعرفات تمثل توجهاً واضحاً، مهمتها الأساسية التركيز على مهاجمة السعودية والدفاع عن قطر وتصريحات أميرها، في حين دأبت التغريدات السابقة والقديمة في الحسابات ذاتها على الدفاع عن تنظيم الإخوان المتطرف وقياداته. ومن جانبها توقعت صحيفة الرياض السعودية وقوع انقلاب سادس في قطر بعد سلسلة الانقلابات الخمسة التي جرت في الدوحة بداية من عام 1971 وحتى عام 2013، وذلك عبر سيناريوهين، الأول أنه بعد أربع سنوات من الحكم لم ينجح تميم في كسب أي صديق أو قريب، بل حصد عداوة الجميع، فالتهديد الأول الذي ينتظره يأتي من أسرة أحمد بن علي التي تسعى للانتقام، وذلك لأنها صاحبة الحق الأصلي والشرعي في حكم قطر، والمنتسبة لأول حاكم للإمارة عقب الاستقلال عن الاحتلال البريطاني في 1971، إذ أصدرت الأسرة بيانا تعتذر فيه للمملكة والإمارات عن سياسات "تميم"، في إشارة مهمة وربما تحمل إشارات على تحركات من جانب الأسرة لوضع حد لأسرة خليفة واستعادة حكمهم الذي خطفه جد تميم. والسيناريو الثاني هو أن يأتي التهديد الآخر لتميم من والده حمد بن خليفة آل ثاني، ونجله مشعل، الذي كانت قد أبعدته "موزة" عن المشهد لصالح نجلها تميم، ولذلك للانتقام لنفسه وحتى يضمن عودة هيبته التي أسقطها ابنه تميم.