إن من الأمور التي تثلج الصدر؛ وتبهج النفس؛ أن ترى أو تسمع بين الفينة والأخرى نبأ عودة بعضٍ ممن تنكب سلوك الطريق السوي؛ بالرجوع إلى الجادة وترك الباطل مهما كلف الأمر من تضحيات.. .. وإن من بين النماذج للعودة للحقيقة الشرعية عودة بعض الشيعة إلى السنة؛ وقد رجع الكثيرون ولله الحمد إلى دين الله الحق بعدما استبان لهم ضلال المذهب الفاسد؛ والذي حقيقته تعود إلى هدم الإسلام من أساسه، وقد تنوع رجوع بعض الشيعة إلى السنة بجميع طبقاتهم؛ بدءًا من مراجعهم العليا إلى عوامهم وفي هذه الزاويه نحكي رجوع أحد كبار مراجع الشيعة إلى السنة وكيفية رجوعه؛ والذي قد بلغ درجة الاجتهاد المطلق؛ واستطعنا ان نجتهد في إتمام هذا البحث المفصل عن الشيخ وكتبنا ماتيسر لنا لكي يصل اليكم غظاً طرياً تستنشقون منه رياح عاتيه فتصدها اقوالكم واقلامكم ومعرفتكم الشيخ والمرجع / حسين المؤيد وهو لمن لا يعرفه من مواليد عام1965م وينتمي في أصله لأسرة عريقة من أعيان الكاظمية ببغداد، وبها مولده ونشأته، وقد ذكرشغفه بالعلم منذ الصغر، وكان من أبرز مشايخه آية الله الشيخ فاضل اللنكراني من أكبر علماء الكاظمية وقتها، وانتقل من العراق عام 1982م إلى دمشق وكان يتردد فيها على العلامة الحجة السيد جمال الدين الخوئي، ثم سافر بعد ذلك لمواصلة دراسته ونشاطه العلمي إلى «قم» ودرس بها وألف الكثير من كتبه ومكث يدرسِّ فيها «البحث الخارج» قرابة 17عاماً، وكان له كرسي تدريس ما يصطلح عليه في الحوزة العلمية ب»البحث الخارج» وهو أعلى المستويات في التدريس وكانت حلقة تدريسه تضم 600 طالب، وبلغ عدد مؤلفاته المطبوعة في قم 11 كتاباً من أبرزها «دراسات في العروة الوثقى» و»مسائل من الفقه الاستدلالي» و»علم الدراية» و»مباني القضاء والشهادات» و»أجوبة الاستفتاءات القضائية» و»بحوث استدلالية في فقه الأحوال الشخصية» وبحث «حول مقدار دية الذمي» وغيرها من الكتب والبحوث العلمية. وكان سبب تسننه؛ قدوم أحد طلبته لأداء الحج عام 1998م فوقف على كتاب «أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثنى عشرية» للدكتور/ ناصر بن عبدالله القفاري فأخذ هذا الطالب نسخة من الكتاب فذهب بها إليه ليقوم بالرد عليه؛ فقرأه الشيخ وأعجب بنمط مناقشة المدرسة السلفية لأصول الشيعة، وكانت فكرة الإمامة راسخة عنده حتى قرأ هذا الكتاب فتبنى فكرة التقريب؛ ثم لاحظ أن هذا الكتاب يعتمد في أساسه ومرجعه على كتاب «منهاج السنة» لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- فأخذ الأصل وبدأ بالقراءة فيه، فمرة يعجب بأسلوب ومنهج شيخ الإسلام ابن تيمية في مناقشة المتن عقليا، ومرة يرمي بالكتاب لشدة ابن تيمية وحدته على حد قوله، وكان في صراع نفسي بين قبول الحق وبين حدة شيخ الإسلام ؛ إلى أن شاء الله سبحانه وتعالى هدايته للحق والصواب؛ وكانت بدايته الجدية في التسنن والالتحاق بركب أهل السنة والجماعة عام 2005م؛ وعندها سقطت ثقته بالمنظومة الشيعية التي كان أحد أقطابها يوما من الأيام؛ وعلم أنها مليئة بالكذب والدسائس والخرافة، وسقطت كذلك عنده نظرية الإمامة، وتوصل في نهاية المطاف إلى أن كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية «منهاج السنة» وعقليته ومنهجه قادران بمشيئة الله تعالى على هدم التشيع، ولكنه يحتاج إلى أن يصاغ بلغة هادئة ملائمة للعصر لإسقاط حصون الشيعة، وذلك لكون التشيع يقوم على أرضية عاطفية وليس على الحجج والبراهين ولذلك فقد ولدسماحة الشيخ/ حسين المؤيد في مدينة الكاظمية في أحضان أسرة عريقة من الأسر المعروفة في الكاظمية وكان والداه من اعلام مدينة الكاظميه ووالدته حفيدة الإمام آية الله العظمى الإمام السيد حسن الصدر الذي هو من مشاهير إعلام الشيعة ومحققيهم في القرن الرابع عشر الهجري حيث نشأ سماحته في أحضان أسرته نشأة كريمة , وقد عرف منذ سنيه الأولى بالفطنة والذكاء المتوقد وحبه للمعرفة وقوة ذهنه وحافظته حتى انه حفظ الشعر الذي نظمه جده العلامة المرحوم السيد محمد هادي الصدربمناسبة الذكرى الثالثة لميلاده والذي كان عبارة عن ثلاثة عشر بيتاً بعد سماعه ثلاث مرات متوالية وكان عمره ثلاث سنين مما أدهش أقاربه ونظراً لما كان يبدو عليه من مخائل الذكاء الخارق فقد ضمٌن جده هادي الصدر ذلك الشعر استشرافه لمستقبل زاهر لسبطه ذي السنين الثلاث
وعلى الرغم من إن سماحة الشيخ المؤيد كان من أوائل مراحل الدراسة الحوزية حينذاك إلا أن نهمه العلمي كان يدفعه إلى توسيع مداركه العلمية والإكثار من مطالعة الكتب الدراسية في الفقه والأصول والرجال إضافة إلى اهتمامه بالثقافة العامة فكان مغرماَ باقتناء الكتب ومطالعتها والتعليق عليها واستطاع وهو لم يبلغ الخامسة عشر من العمر إن يكوٌن مكتبة ثرة . وقد ألف وهو في الثانية عشر من العمر كتابا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام صمَمَ سماحة آية الله المؤيد على مواصلة دراسته الدينية لينتقل من الكاظمية المقدسة إلى النجف الاشرف , لكن حالت بينه وبين تحقيق أمنيته الظروف العصيبة التي مرٌ بها العراق بعد سنة 1979 م فعزم على الهجرة من العراق بعد الاستخارة حيث سافر سماحته إلى قم الإيرانيه وحط رحله فيها مجدا في درسه يلتهم كتب الدراسة التهاماَ بكفاءة شهد له فيها أساتذته وجميع من عرفه من العلماء والأفاضل وكتبَ كتاباً في أصول الفقه حينما كان يدرس الكفاية أسماء " حصيلة الفكر في علم أصول الفقه " وعرضه على عدة من إعلام الحوزة فكانوا يندهشون لمقدرته العلمية على استيعاب المطالب الأصولية المعقدة ومناقشتها يقول الدكتور سعيد يعقوب – وهو من المفكرين والكتاب العرب – في مقال له عن سماحة الشيخ المؤيد " ولعل ما يزيد من قوة أفكار الشيخ المؤيد وقدرتها على تكريس حضورها في الواقع الراهن أنها تصدر عن رجل مستقل تماماَ عن التجاذبات والأحزاب والتيارات السياسية التي تضج بها الساحة الفكرية والسياسية , رجل يشكل لوحده محوراَ فكريا َ وسياسياَ مستقلاَ وفعالا ويحمل طموحاَ كبيراَ لإيصال أفكاره إلى أوسع الشرائح في الأمة . وتلك مهمة نبيلة على آية حال مادامت تصب في صالح المشروع الحضاري النهضوي العربي " . حيث لم يكن سماحة آية الله الشيخ حسين المؤيد متميزاَ بنبوغه الفقهي وحسب , وإنما متميزاَ بنبوغه في أطروحاته ومشاريعه . ولذلك فقد شغلت الحوزة العلمية ومؤسسة المرجعية الدينية حيزاَ كبيراَ من اهتمامات سماحة آية الله الشيخ المؤيد وفكره , ولذا فان له رؤى عميقة بشان تطوير الوضع الحوزوي والمناهج الدراسية وتطوير مؤسسة المرجعية الدينية بما يضمن موقعها ودورها الريادي لا في الطائفة الشيعية فحسب بل وحتى على صعيد العالم الإسلامي كله وعلى الساحة الدولية ويقف سماحة آية الله المؤيد في الطليعة وهو الوجه العلمي العراقي الأصيل بين جماهير شعبه رائداَ من رواد العراق الجديد يمد يده لكل جماهير الشعب على تنوع طوائفهم ومذاهبهم وأديانهم وأعراقهم بصدر مفتوح يفيض محبة وعقل ملهم يشرق فكراَ لبناء غد واعد وعلى الرغم من سنه المبكر فقد كانت ترده الاستفتاءات الدينية من العراقيين في الخارج ومن غيرهم في مختلف الأقطار ويجيب عليها حسب نظره الفقهي بل ان مركز التحقيقات القضائي كان يوجه لسماحته وباستمرار مختلف المسائل التي يحتاجها القضاة وفيها الكثير من المسائل المستحدثة وقدم أجوبة ناضجة تواكب متطلبات العصر طُبعت مع أجوبة كبار الفقهاء وفي السنين الأخيرة برزت مكانة سماحته العلمية في حوزة قم على الرغم من كونه عراقيا مهاجرا إلى قم , وغص مجلس درسه بالمئات من طلاب البحث الخارجي وفيهم عدد من مدرسي السطح العالي وفتح منذ عشر سنين مكتبا في قم كان مركزاَ لنشاطه وصار ينظر إلى سماحته كواحد من أعلام الحوزة البارزين على الرغم مما قاساه من محاربة المغرضين والحساد لكنه بفضل الله تعالى وبمقاومته الذاتية وكفاءته العلمية اثبت وجوده في الحوزة والمجتمع وباح بالحق حينما لم يجده هناك بل جال بفكره العالم واستقر بدين الحق الذي لا تبديل ولا تحريف ولا تزييف فيه وهنا يذكر الشيخ كلاماً جميلاً للغايه يقول فيه قال تعالى )و ما كان الله ليُضِلَّ قوما بعد إذ هداهم حتى يُبَيِّن لهم ما يتقون) التوبة 115 في ضوء هذه الآية الكريمة , نرجِع الى كتاب الله تعالى و نُمعِن النظر فيه , سنجِد أن الإتّباع ورد في القرآن الكريم لأربع مفردات لا خامس لها , و هي : - 1- إتّباع النبيّ عليه الصلاة و السلام فآمِنوا بالله و رسوله النبيّ الأميّ الذي يُؤمِن بالله و كلماته و اتّبِعوه لعلكم تهتدون 2- إتّباع القرآن الكريم فالذين آمَنوا به و عَزَّروه و نصروه و اتّبَعوا النور الذي أُنزِل معه أولئك هم المفلحون 3- إتّباع السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار و السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار و الذين اتّبعوهم بإحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه 4-إتّباع سبيل المؤمنين و مَن يُشاقِق الرسول من بعد ما تبيَّن له الهدى و يتّبِع غير سبيل المؤمنين نولِّه ماتولّى و نُصلِه جهنم و سنجِد أيضا أن الإعتصام ورد في القرآن الكريم لمفردتين لا ثالث لهما , و هما : - 1- الإعتصام بالله تعالى و مَن يعتصم بالله فقد هُدِي الى صراط مستقيم - و اعتصموا بالله هو مولاكم 2-الإعتصام بحبل الله تعالى , و هو القرآن أو الإسلام و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا و سنجِد أيضا أن الردّ المأمور به في القرآن هو الى جهتين لا ثالث لهما , و هما : الردّ الى الله تعالى , و الردّ الى الرسول . (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ و قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين ) فذكرت الآية الكريمة عنوانا عاما لا يدلّ إلا على مدخلية الصدق في أخذ هذا العنوان . فإذا ضممنا ذلك كلّه الى حقيقة أن مفردات الإيمان في القرآن الكريم لا تتجاوز الإيمان بالله و ملائكته و رسله و كتبه و اليوم الآخر و الإيمان بالغيب , أقول بعد كلّ ذلك هل يجد المنصف الذي يسير على المنهج العلمي و يكون معتدلا في تفكيره مبتعدا عن التكلف مكانا للإمامة الدينية و السياسية بالمفهوم الذي تقول به المنظومة الشيعية ؟ كلا لن يجد لها مكانا في كتاب الله تعالى , و قد تكفّل الله عزّ و جلّ ببيان ما يُنجي من الضلال حسبما ورد في الآية الكريمة التي صدّرنا بها هذه المقالة , فكيف يسكت القرآن عنها إذا كانت من معالم الدين الرئيسة ؟ انتهى كلامه وهنا نعرج على ابرز النقاط والملاحضات التي تحدث عنها الشيخ المؤيد في اول لقاء له على بعد هدايته على قناة وصال الفضائيه حيث كانت نقاط مهمه وناصعه تقصم ظهر البعيرسوف نذكرها على شكل نقاط والله الموفق 1-يقول الشيخ المؤيد إن معركة الشيعه ليست مع ابي بكر وعمر بل هي معركة مع الله ورسوله . 2-ويقول الشيخ المؤيد انا من أسرة ال الصدر وهي اسرة علمية عريقه من فقهاء الكاظميه 3-ثم يقول اسرتي غذتني باالتشيع منذ طفولتي وبدأت دراستي العلميه في الكاظميه 4-ويقول ذهبت إلى حوزة (قم)لأستكمال دراستي هناك بطريقة تخلف عن دراستي الإعتياديه 5-ويقول قطعت شوط كبيرفي(قم)وقمت بتعليم أصول الفقه وطبعت كتبي هناك وعمري 25سنه 6-ويقول :درست 17 عام في حوزة (قم) ثم أعطوني منبر لا يعطى إلا للمراجع 7-ويقول :رجعت إلى العراق عن طريق الأردن لكي لا اعطي الإيرانيين أي رمزيه 8-ويقول :المراحل التي مريت عليها هي شيعي متعصب ثم الخضوع الإستسلام للحق ثم التصحيح 9-ويقول :الحوزات العلميه لا يهتمون بتدريس القرءان وعلومه 10-ويقول :اصبت بصدمة كبيره عندما قرأت كتاب الشيخ ناصر القفاري وقد حولني من شيعي متعصب إلى شيعي يدرك ان هناك خللاً في المذهب الشيعي 11-ويقول :قمت فعلياً بتصحيح العقيدة الشيعيه وأنا في إيران وطالبت باالتقارب مع السنه 12-ويقول :وصلت إلى قناعة راسخة بعد صراع فكري بأن الأسس التي يقوم عليها التشيع باطله 13-ويقول :بعد التوكل على الله إنسلخت من عقيدتي وسلكت مدرسة أهل السنة والجماعة 14-ويقول :مقومات ودلائل وبراهين أهل السنة قويه ويستطيع أي إنسان الدفاع عنها وهو مرفوع الرأس 15-ويقول :بعد ان سلكت منهج أهل السنه خسرت الدنيا والمتمثله باالجاه والمال 16-ويقول :لوكنت أريد الدنيا لبقيت في المرجعيه والتي لها مكانه تفوق كل شيء 17-ويقول :علاقتي بآل البيت أصبحت قويه وحبي لهم أصبح تديناً وليس عاطفياً 18-ويقول :التشيع المذهبي قائم على تخوين الصحابة 19-ويقول :مقارنة مع الأنبياء والرسل فإن صحابة نبينا من أفضل الصحابة وفي ختام رسالتي هذه اود ان اقول إن الله اكرم الإنسان بعقله ووعيه يفكر به ليسلك طريق الحق لا ان يكون في خط الباطل الذي يرى من الإنحرافات والضلال وكذلك عدم الوقوف ببراهين ودلائل دامغات تجعل الإنسان يدافع عنه رافع الرأس ونقول ايضاً إن هذه الدنيا زائله وسنموت جميعاً وسوف نلقى الله فلا يجوز ان نبقى منغلقين فلا ندري ان لنا المساء سوف نحياه ام غداً سوف نمارس في انشطتنا ..لانعلم وإنني ادعوا من هنا كل باحث عن الحقيقة ومتأمل ان يقترب من العلماء لكي لايكون مصيدةً سهله على تجار الإنحراف فإن العلماء ورثة الأنبياء واقول ايضاً لكل باحث عن الحقيقه ان لا يقبل أي شيء حتى من العلماء إلا مرفوقاً بدليل من القرءان ومن الحديث الصحيح إن الدنيا فانيه وإننا زائلون فازرعوا الثبات على الحق تحصدوا الخير الكثيرلأن الدنيا مليئه با الشهوات والشبهات والقنوات التي تزرع الباطل وتدحض الحق تحت ادلة وهميه وتفسيرات خاطئه تسعى لتشتيت الفكر لدى العوام فكان من اساسيات تدعيم البناء هو الإتكاء على اعمده لا تنهار بالبحث وتسلح الجيل القادم بالعلم والمعرفه لمواجهة الباطل وعدم الركود والركون .والسلام