*رغم ما تمر به بلادنا من أمور تسر الأعداء ولا تفرح الأصدقاء إلا إن الطبيعة اليمانية كعادتها تسموا فوق الجراح وتثق ثقة عالية بأن الله سبحانه وتعالى سيفرج الهموم ويعيد اليمن الحبيب إلى سعادته كما كان يطلق عليه" اليمن السعيد " أو كما ذكرها رب العزة في محكم التنزيل بالبلدة الطيبة، فقال عز من قائل " بلدة طيبة ورب غفور" ، ويوم أمس شهدت العاصمة السعودية أفراح ومسرات في إحدى الاستراحات، وما يبهج القلب ويثلج الصدر أن لهجة الحقد والكراهية التي يحاول الحقراء والأنذال زرعها بين اليمانيون اختفت تماما، فقد تجمع أبناء اليمن الواحد من شتى المحافظات، واستمتع الجميع بما تم تقديمه من قبل مجموعة من الشباب حيث امتزج البرع الصنعاني بالرقصة العدنية الرائعة. *الفرحة العارمة سببها ليس فقط النتيجة التي انتهت إليها المباراة الودية التي جمعت منتخبنا الوطني بمنتخب الكويت ، بل الصورة المبهرة التي ظهر بها منتخبنا أما منتخب مرعب كالمنتخب الكويتي الذي حصد أعلى النتائج وأكثر البطولات في دورات كأس الخليج، حيث أشارت كافة وسائل الإعلام إلى أن المنتخب اليمني كان صاحب الأفضلية في الشوط الأول من اللقاء الودي وأضاع ثلاث فرص حقيقية للتسجيل، بل وكان السباق في تسجيل الهدف مع بداية الشوط الثاني للمباراة. *والحقيقة الرائعة إن اليمانيون فعلا أهل جلد ولديهم قدرة فائقة على تجاوز الصعاب مهما كانت ويساعدهم في ذلك توكلهم على الله حق التوكل، فكانت تلك النتيجة هي أعظم هدية وسببا كبيرا لزرع الابتسامة في وجوه اليمانيون رغم ما نمر به من أوضاع ، فشكرا لكل من ساهم في ذلك من الإدارة واللاعبين والمدربين، وهذا يجعلنا نشعر بالأمل بأن منتخبنا الوطني لن يكون لقمة سائغة في مشاركته القادمة في الدورة ال22 والعشرين لكأس الخليج والتي ستنطلق يوم الخميس بعد القادم في ال13 من شهر نوفمبر الجاري. *منتخبنا الوطني سيشارك في المجموعة التي تضم السعودية وقطر والبحرين ، وسيبدأ مشواره مع المنتخب البحريني الشقيق، يوم الافتتاح ، وليس عندي ذرة شك بأن جميع اليمانيون في الرياض سوف يملئون مدرجات الملعب وستهز صيحاتهم العاصمة الرياض وهم يهتفون لمنتخب بلدهم الحبيب ، أما أولئك المبقبقين ( كثيري الكلام بدون فائدة) الذين أدمنوا ذرف الدموع والنواح كما تفعل النساء وهم قلة بحمد الله فدعوكم منهم، وليحضر من يستطيع إلى أرض الملعب للمؤازرة والتشجيع، ومن لا يستطيع لعمل أو انشغال فلا يكلف نفسا إلا وسعها، وعندي قناعة أننا قادرين على تجاوز المنتخب البحريني، فهو ليس أقوى من المنتخب الكويتي المرعب ...ودمتم بخير. ____________________ صحفي يمني مقيم في الرياض [email protected]