· لم يكن ما يشهده المؤتمر الشعب العام - أكبر الأحزاب السياسية في اليمن - راهناً وليد اللحظة من حملة استهداف منظمة من قبل قوى التطرف والمتزامنة مع إجراءات واستقواء خارجي ، بدءاً منذ إحداث 2011 م بزخم من ربيع زائف سعى بكل الوسائل الممكنة والإمكانات المتاحة له إلى تفكيك حزب المؤتمر الشعبي العام ، بل واجتثاثه وقد شكلت هذه الأزمة أسوأ وأعقد الأزمات السياسية التي عصفت بالمؤتمر منذ تأسيسه في 24 أغسطس 1982 م. · نجح المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق /علي عبدالله صالح رئيس ومؤسس المؤتمر الذي حظي بتماسك أسطوري معه ومع حزبه الذين تجاوزوا تلك الأزمة "المقصلة " ، وبما أربك فعلاً "تحالف المتناقضات " وتمويلاتها وبعد اسنادها الأمريكي الأوربي منجزاً في صمود كوادر هذا الحزب العريق والرائد وبقائه الفاعل كواحد من أهم الأطراف السياسية القوية ، في بلد تحاصره رغبات متطرفة في التفرد والإخلال بموازين القوى السياسية. · الشواهد كثيرة لما بعد تسلم وتولي شريحة من الانتهازيين الفاسدين والعملاء المتورطين في غسيل الأموال ودعم الإرهاب ، مقاليد الحكم في اليمن منذ 2012 م ، أظهر بعداً من ديمومة احترافية من مسعى لاستكمال تفكيك حزب المؤتمر ومصادرة قراراته ، وإضعاف تأثيره في الساحة السياسية ، مع عدم إغفال التباين الذي ظهر جليّاً داخل المؤتمر بما ساقه إلى حالة من الجمود الممدة لأزمة أفضت إلى انعدام الاستقرار السياسي داخل الحزب. · ما سبق توصيفاً لمرحلة 2011 م إلى ما قبل أسبوعين فقط حيث شهد الأسبوعان الماضيين تطورات جديدة وهي ارتفاع في منسوب الاستهداف من فرض عقوبات دولية طالت رئيس الحزب ، وعقوبات مالية داخلية ضد كيانه وتهميشه وغياب أي دور له في التشكيل الحكومي الأخير ، ضمن توليفة أبقت وضاعفت من مقاعد وحصص خصومه ، فضلاً عن مزيد من الانكشاف لقادة مشروع تفكيكه وأضعافه برعاية إخوانيه أمريكية بريطانية . · أجد اتفاقاً وتطابقاً كبيراً بين عدد من المراقبين ، على الخطوة الإصلاحية التي أجراها حزب المؤتمر الشعبي العام في هرمه القيادي بتكليف قيادات شابة ومتفرغة وإعادة ترتيب صفوفه لاستعادة دوره السياسي في الساحة اليمنية ، وفك ارتباطه التام بالرئاسة وبالحكومة الأمر الذي أحدث إرباكاً ملحوظاً لدى رعاة تفكيكه وهو ما يفسر حالة ردود الفعل "الهستيرية " لدي البعض الذي كان ربما لا يتوقع ان تتخذ القيادة العليا تلك الاجراءات التنظيمية المتثلة في اعادة نرتيب اوضاعة الداخليه واحلال قيادات شابه متفرغة لمناصب قيادية عليا ظلت معطله طوال الازمة السياسية التى شهدتها البلد منذ مطلع العام 2011م الى صبيحة يوم السبت الموافق للثامن من نوفمبر الجاري .