انتقال الرئيس هادي الي عدن خلق حالة من الارباك في المشهد السياسي اليمني وتحديدآ في اوساط التيار الحوثي وتيار دعاة فك الارتباط. النقاط التالية تكشف جملة من الخيارات التي قد يلجاء لها الطرفان في الايام القليلة القادمة: اولا. ان يسعي الطرف الحوثي للتنسيق ''مرحليآ'' مع دعاة فك الارتباط للالتفاف حول مشروع الرئيس هادي والانقلاب علية ومن ثم الانقلاب في مرحلة لاحقة علي دعاة فك الارتباط انفسهم وبما يضمن للحوثيين بقاء سيطرتهم علي الجنوب وثرواتة. ثانيآ. ان يصل الحوثيين الي قناعة مفادها بان االسيطرة علي الجنوب تكاد تكون مستحيلة وبالتالي يدفعون وبالتنسيق مع دعاة فك الارتباط لعودة الاوضاع الي ماقبل عام 90 وبحيث يتفرغ الحوثيين للسيطرة علي الشمال. بالمجمل يجب التنبة الي ان الوضع في الجنوب يمكن تلخيصة بالاتي: اولا. وجود تيار جنوبي فيدرالي داعم للرئيس هادي ومساند لمشروع الدولة الاتحادية والاقاليم الستة . ثانيآ. وجود تيار جنوبي انفصالي رافض لهادي ورافض لخطوة الرئيس الاخيرة بالانتقال لعدن. بالمحصلة يطالب دعاة فك الارتباط وبسذاجة الرئيس هادي باعلان فك الارتباط ويغيب علي اولئك الانفصالين ان اخطر ماقد يقدم علية الرئيس هادي في الوقت الحالي هو ارغامة علي اعلان فك الارتباط. اذا ان اقدام هادي علي هذة الخطوة يعني اعطاء الحوثيين وعفاش طوق النجاة للخروج من مأزقهم وفتح الطريق لهم مرة ثانية للمناورة واتهام هادي بانة انفصالي وبما يخلق حالة ارباك شديدة وعلي مستوي الشارع الشمالي تحديدا وهو اعادة لسيناريو حرب 94 واستنساخ لنفس الفخ الذي وقع فية البيض باعلان قرارة الانفصالي في صيف ذلك العام. في الاخير يجب ان يعي الانفصاليين بان مشروع الدولة الاتحادية والاقاليم الستة لاتعني بالضرورة قتل لمشروعهم السياسي بل علي العكس فمشروع الدولة الاتحادية سيحقق جملة من المزايآ التي قد تصب لصالح الانفصاليين انفسهم في نهاية المطاف ولعل من ابرز تلك المزايا: 1- انهاء للمركزية الشديدة والتي كانت تمثل احد اهم عوامل التخلف في البلد وعائق حقيقي امام اي مشاريع سياسية حداثية. 2- منح مزيد من الوقت في ظل دولة اتحادية لترتيب وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الجنوبيين وبما يمكن من التخلص من القيادات القديمة وخلق قيادات جديدة وبما يقود الي انفصال ناعم وسلس مستقبلا في حال استمرار الرغبة في المضي في هذا المشروع. ________________- [email protected]