الارباك الذي يجتاح شمال الشمال ومناطق الوسط بالاضافة لوجود سيد مرآن في صنعاء كلها مؤشرات مقلقة وخطيرة الا ان الاهم والاخطر هو مايجري في الجنوب من توجة جاد نحو فك الارتباط. علي الرغم من جدية تلك التوجهات في العودة الي ماقبل 1990 جملة من الحقائق الموضوعية في حال التنبة لها توحي بمكانية فرملة هذا الاندفاع وايقافة ولو مرحليآ: اولا. من الغرابة ان يستغرب البعض من قلق الشمالين من العودة الي ماقبل 90 وكأن الشمال كجغرافيا وحدود ومكون بشري يقع في امريكيا الجنوبية وبالتالي لن يكون هناك ارتدادت عنيفة علي الداخل الشمالي من فرض هذا الواقع الانفصالي. ثانيآ. من الواضح ان الحوثيين يفضلون مشروع الانفصال لاسيما وان قدرتهم علي السيطرة علي الشمال ستكون اقل كلفة من السيطرة علي الشمال والجنوب معآ. الا ان ادبيات سيد مرآن وملازم الحوثيين تجعلهم يتجنبون اشهار ذلك علنآ. ثالثآ. فك الارتباط في هذة الظروف هو نفس فرض الوحدة في ظروف 94. بمعني اننا لن نشهد انفصال ناعم على غرار نموذج تشيكوسلوفاكيا بل سيكون انفصال عنيف ومفروض ليس فقط علي مواطني الشمال بل ايضآ علي اولئك الجنوبين الرافضين للانفصال والداعمين لقيام دولة فيدرالية. رابعآ. يجب التنبة الي وجود علاقة موضوعية بين هروب الجنرال وتهاوي بيت الاحمر وبين التحاق قيادات جنوبية اصلاحية بدعاة الانفصال وكما اشار الكاتب رائد صالح النينوة حرفيآ الي كيفية قيام تلك القيادات الجنوبية في عهد الجنرال بدور مغاير تمامآ لما يقومون بة الان "" بل والادهى من ذلك ان بعضهم تم استخدامه لاضعاف الحراك الجنوبي وتصفية القضية الجنوبية عبر محاولات استقطاب قيادات ونشطاء جنوبيين واغرائهم بالمال والمناصب والوعود بتحسين اوضاعهم"" خامسآ. محاولة توحيد كافة المكونات السياسية الجنوبية في مكون واحد تكاد تكون مستحيلة فصراعات المرحلة السابقة لايمكن تجاوزها او نسيانها وحتي في حال خلق كيان عابر لتلك الصراعات فان الجنوبين سيكونون مقبلين علي كيان دكتاتوري مشابة لتركيبة الحزب الاشتراكي القديم. سادسآ. تنظيم القاعدة في اليمن عمومآ والجنوب خصوصآ احد الرابحين مما يجري اليوم فالقاعدة وللاسف اضحت اكثر تنظيم من كثير من فصائل الحراك الجنوبي خاصة اذا علمنا ارتباطات القاعدة بشخص الجنرال الفار وكما وصف فهد عبدالله العجلان التنظيم بانة "" كامن، يتأمل الوضع بابتسامة المتربص، فهكذا وضع يدفعه إلى المزيد من النشاط وحشد الأنصار وتحويل القضية إلى طائفية تبرر جرائمه.."" سابعآ. يعي كثير من الجنوبيين ان دعاة فك الارتباط وهم مهرولون نحو مشروعهم يتجاهلون عن قصد او عن غير قصد ان هكذا خطوة لن تكون آمنة وحقيقية اذا لم يتم قياسها واختبارها فقط عبر صناديق الاستفتاء الشعبي. بالمجمل يكرر دعاة فك الارتباط القول بان الجنوب يتسع للجميع الا ان الاتهامات تكون جاهزة لمن ينتقدونهم. بمعني ان تتطابق رؤيتك مع رؤية الانفصالين مالم فانت ممن تمزق ولاتجمع وحدة كل الجنوبيين . بالمحصلة الاتفاق بااهمية الإجماع حول خيار حق تقرير المصير هو في حال وجودة مؤشر ايجابي على نضوج وإحساس بالمسئولية من قبل دعاة فك الارتباط ومادون ذلك هو نوع من الاستغلال للاوضاع الراهنة ومحاولة لفرض الانفصال من خلال فرض سياسة الامر الواقع. __________________ [email protected]