بدا الرئيس هادي أثناء وصوله الرياض بعد عودته من مصر مستنير الرؤية متماسك القوام، هذا يعود بعد فضل الله ثم الدعم السياسي والعسكري الذي حضي به من القيادة السعودية، التي بدورها حشدت الجموع العربية والدولية من أجل الوقوف إلى جانب الشعب اليمني وحكومته الشرعية.. بدأت المرحلة الأولى تحت مسمى "عاصفة الحزم"، بعدها جاءت المرحلة الثانية تحت مسمى "إعادة الأمل"، هذه المرحلة قررت قيادة التحالف الذي تتزعمه السعودية على لسان ناطقها العميد / أحمد عسيري، الذي صرح أن الهدف من هذه التسمية ترك المجال للسجال السياسي من أجل البحث عن حلول تسهم في إنعاش الواقع اليمني، لكن وللأسف خيب رموز الانقلاب ذلك، بل وزادوا الأمر أكثر سخونة. لم تهتم زعامات الانقلاب للبحث بمسئولية عن حلول تخرج اليمن من الأزمة التي تسببوا هم فيها، بل عمدوا لوضع العراقيل وردموا كل طريق معبد.. الغالب يتذكر التسريبات الصوتية لعدة مكالمات دارت بين الرئيس هادي، ومدير مكتبه المثير للجدل أحمد بن مبارك، الذي قيل عنه أنه تعمد في تسجيلها، بحسب ما أذيع . كذلك، المصادر اليمنية التي اتهمت نجل الرئيس هادي ، جلال ، بالفساد المالي واستغلال نفوذ والده... الخ وبعد أن مضت الأيام، تحديدا بعد أن لحق مدير مكتب الرئيس هادي ، أحمد بن مبارك، بالرئيس في مقر إقامته الموقت في العاصمة السعودية الرياض، بدأ الحراك السياسي اليمني اليمني يدور حول نفسه في حلقات مفرغة، تماما مثلما كان الوضع في صنعاء أثناء الفترة التي كان الرئيس يمارس مهامه رغم وجود الاختلالات.! نخلص إلى أن نجل الرئيس، جلال عبد ربه، ومدير مكتبه أحمد بن مبارك.. هما أحد الأسباب الرئيسة لأي تسحلف يبطىء أي إنجاح سياسي أو عسكري من قبل المقاومة الشعبية.. متى يعي مقربو وأبناء وأقارب وعائلات أهل الحل والعقد في اليمن مفهوم الحكومة، أنها الهيئة التي تمتلك القوة/الشرعية لفرض الترتيبات والأحكام والقوانين اللازمة للحفاظ على الامن والاستقرار فى المجتمع و تنظيم حياة الأفراد المشتركة. وأن الحكومة لا تستطيع خدمة جميع الأهداف في آن واحد.وأن من ابرز أهدافها تحقيق العدل والمساواة دون أن تتضارب مع مصالح بعض أفراد المجتمع. وأن الحكومة الناجحة هي التي تستطيع الموازنة والتوفيق بين الغايات المعلنة. وأن الحكومة الشرعية ترجع لمبادئ متفق عليها مع أفراد المجتمع لكي تحظى بالطاعة من خلال " طاعة الله ثم حكم القانون دون تعارض". وأن القانون لا بد أن يكون عادلا، بمعنى أن إصداره كان من أجل غاية عادلة ومقبولة، وأن تطبيقه يشمل جميع الأفراد دون استثناء. أكاد أجزم إن شاء الله أن اليمن سيكون بأحسن حال حين يفهم ويتفهم أهل حله وعقده تلك المبادئ التي على أسسها تقوم وتنشأ وتستقر كيانات الدولة العصرية التي حضيت برؤية الإصلاح المؤسساتي لكياناتها.