يأتي القرار الجمهوري الذي أصدره الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس بتعيين محافظ ل"عدن" المحررة كتأكيد على عودة الشرعية بصورة رسمية إلى عدن، والأمر في الوقت ذاته يمثل رسالة تبشر جميع اليمنيين بأن الخلاص لم يعد بعيدا، وتحذر الانقلابيين بأنه لم يعد لهم مكان في اليمن، والأفضل لهم أن يتوقفوا عن العبث، إذ لا أمل في تنفيذ المخطط الإيراني ما دام العرب قد وقفوا إلى جانب الشرعية اليمنية وأعلنوا تحالفهم الذي أثبتت النتائج على الأرض أنه كان مؤثرا، وما تحرير عدن إلا من شواهد ذلك. كما أن التحالف العربي الذي أعاد إلى العرب ثقتهم بقياداتهم الوطنية وبإمكاناتهم وتوحدهم على رأي واحد وموقف صلب عن الخطر.. سيستمر في تتبع الانقلابيين ودعم الشرعية في اليمن حتى التحرير التام، ما يعني أن من يستندون إلى دعم طهران من الحوثيين وأتباع المخلوع صالح، أمام خيارين أحدهما الاستمرار على ما هم فيه، إلى أن تنتهي قدراتهم مع توقف الدعم العسكري الإيراني وأي اختراق يقود إيران للمساءلة تحت طائلة الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، طبقا للقرار 2216 الذي يمنع تسليح الانقلابيين من أي جهة كانت. وأما الخيار الثاني فهو واضح وضوح الشمس، وقد طرح في الحوار اليمني من قبل، وفي المبادرة الخليجية وفي لقاء الرياض، وفي مشاورات جنيف.. ويتلخص في حوار المستقبل، وما يشمله من عودة الانقلابيين إلى الاندماج مع باقي مكونات اليمن مع ترك السلاح والخروج من المناطق التي احتلوها بسبب ظروف وأسباب ساعدت على تمكينهم في فترة سابقة، غير أن الحال تغيرت، ودخول العرب بقيادة المملكة على الخط لإيقاف المخطط الإيراني قلب المعادلة تماما وحوّل المسار إلى مصلحة الشعب والقيادة الشرعية التي اختارها. إلى ذلك، فإن وصمة العار التي خلفها الانقلابيون المطرودون من عدن هي النموذج الحقيقي لعقولهم ونمط تفكيرهم، فالصور التي بدأت تصل عن تدمير وتخريب الأحياء وبيوت الناس ومنشآت الدولة التي هي ملك الشعب تشير إلى أفعال ليس بها من الأخلاق شيء، بل هي سلوك عصابات إجرامية لا يردعها رادع إنساني، ولعل الكثير مما ستكشفه الأيام القريبة المقبلة مما فعله الحوثيون وأزلام صالح في عدن يعطي الجميع صورة واقعية عن حقيقة إجرامهم.