التطورات الميدانية المتسارعة في اليمن، والانهيار الذي تشهده مليشيات الحوثي الانقلابية وحلفائها من قوات الرئيس المخلوع علي صالح على كل جبهات القتال، مقابل التقدم السريع للمقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني التابع للرئيس عبد ربه منصور هادي، تنبئ بأن الأمور في اليمن تتجه الى إنهاء الأوضاع الشاذة السائدة حاليا وعودة البلاد الى طريق الشرعية الدستورية والتخلص من مظاهر الانقلاب. لقد عادت الآن كل المحافظات الجنوبية وعدد من محافظات وسط اليمن الى سيطرة الدولة الشرعية المعترف بها دوليا، بفضل جهود المقاومة الشعبية وعملية "إعادة الأمل" التي يقودها التحالف العربي. وبالامس انسحبت مليشيات الحوثي الانقلابية من محافظة شبوة لتنضم هذه المحافظة الجنوبية الى محافظاتعدن ولحج وأبين والضالع، تحت ضغط المقاومة الشعبية وتقدمها السريع، حيث ادرك الانقلابيون انهم يخوضون معركة خاسرة. وفي تعز، حققت قوات الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية تقدما سريعا ومثيرا يوم امس داخل المدينة، واستعادت عددا كبيرا من المواقع الاستراتيجية التنفيذية والأمنية، بعد دحر مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية منها التي فرت مذعورة امام ضربات المقاومة الشعبية، مخلفة سلاحها الثقيل وآلياتها وراءها. كل هذه الهزائم المتوالية والتراجع المستمر للمليشيات الحوثية الانقلابية، انعكس انهيارا في الروح المعنوية لهذه القوات وقيادتها، حيث بدا ذلك واضحا في صنعاء التي شهدت اختفاء النقاط الامنية التابعة لمليشيات الحوثي من شوارع العاصمة، وخروج ما يسمى باللجان الشعبية من الوزارات والمصالح والجهات الحكومية، فيما رأى مراقبون ان كثيرا من عناصر مليشيات الحوثي بدأوا بالعودة الى محافظة صعدة شمال اليمن حيث المعقل الرئيسي لهذه الجماعة. ان هذه التطورات المفاجئة تكشف عن بدء تفكك التحالف الذي كان قائما بين الحوثيين والرئيس المخلوع علي صالح، خصوصا مع اعلان الطرفين استعدادهما لتنفيذ قرار مجلس الامن الدولي رقم 2216 وسحب مليشياتهما من المدن والمحافظات. الكرة الآن في ملعب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته الشرعية والشعب اليمني، الذي لن يسمح بتكرار سيناريو الخداع مرة أخرى.